تُعتبر الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية واحدة من أبرز المؤسسات التنموية في مصر، حيث تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التنمية المجتمعية وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والشراكة، وذلك من خلال برامجها الممتدة في مختلف المحافظات، وسعيها الدائم لخدمة الإنسان المصري دون تمييز بناءً على الدين أو النوع أو الانتماء الاجتماعي.

ممكن يعجبك: خالد البلشي يدعو للإفراج عن المحبوسين احتياطيًا قبل عيد الأضحى
مؤسسة تنموية بروح خدمية
تأسست الهيئة القبطية الإنجيلية في أربعينيات القرن الماضي كذراع خدمية للكنيسة الإنجيلية، وسرعان ما تحولت إلى مؤسسة تنموية مستقلة، تعمل تحت مظلة الدولة وفق قوانين الجمعيات الأهلية، وتضم تحت لوائها آلاف المستفيدين من الفئات المهمشة والفقيرة، لا سيما في المناطق الريفية والعشوائية.
تؤمن الهيئة بأن التنمية الحقيقية لا تقتصر على الدعم المالي، بل تشمل التمكين وبناء القدرات، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وإتاحة الفرص العادلة للجميع، ومن هذا المنطلق، توسعت أنشطة الهيئة لتشمل برامج التعليم، والصحة، والتمكين الاقتصادي، والمرأة، والطفولة، وذوي الإعاقة، والبيئة، وريادة الأعمال.
شبكة واسعة من البرامج والمبادرات
تشمل جهود الهيئة عددًا كبيرًا من المبادرات الناجحة، أبرزها برامج التنمية الريفية التي تعمل على تحسين مستوى معيشة الأسر في القرى، عبر دعم المشاريع الصغيرة، وتوفير التدريب المهني للشباب، وتطوير البنية التحتية المجتمعية.
مقال له علاقة: “أحمد موسى يعلق على صفقة انتقال زيزو ويعتبرها عبرة”
كما أسست الهيئة مراكز صحية تقدم الرعاية الأولية، وخدمات التوعية الصحية، فضلًا عن مساهمتها الكبيرة في مكافحة الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط، وتنظيم قوافل طبية مجانية في المناطق النائية.
وفي مجال التعليم، تنفذ الهيئة برامج لمحو الأمية، وتنمية مهارات المعلمين، وتطوير مناهج تعليمية تراعي قيم المواطنة والعيش المشترك، إلى جانب تنظيم حملات توعية للأطفال وأسرهم بحقوق التعليم والرعاية.
بناء السلام وتعزيز التعايش
واحدة من أبرز بصمات الهيئة القبطية الإنجيلية هي برامج الحوار وبناء السلام، والتي تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والتسامح وقبول الآخر بين أبناء الوطن الواحد، وقد نظمت الهيئة خلال السنوات الأخيرة سلسلة من المنتديات والمؤتمرات بالتعاون مع الأزهر والكنائس المختلفة، لتعزيز التفاهم بين المسلمين والمسيحيين، خاصة في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات أو التوترات الطائفية.
شركاء محليون ودوليون
تمتد شراكات الهيئة محليًا ودوليًا، حيث تعمل بتنسيق دائم مع وزارات الصحة، والتعليم، والتضامن الاجتماعي، كما تتعاون مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ومؤسسات تنموية عالمية أخرى، مما يعزز من قدرتها على التأثير والوصول.