من الشرقية إلى غابة الموت.. آخر رحلة لـ “إيمان حسن” في ألمانيا

ضحية العنف الأسري التي دفعت حياتها ثمناً للكرامة والأطفال.

من الشرقية إلى غابة الموت.. آخر رحلة لـ “إيمان حسن” في ألمانيا
من الشرقية إلى غابة الموت.. آخر رحلة لـ “إيمان حسن” في ألمانيا

قصة إيمان حسن المأساوية التي أصبحت حديث أهالي الشرقية ورواد منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول خبر مقتل سيدة شرقاوية على يد زوجها في ألمانيا، تاركة خلفها ثلاثة أطفال أصغرهم رضيع، قتلها زوجها بلا رحمة بمساعدة شقيقه، فما هي التفاصيل؟

قبل نحو عشر سنوات، تركت إيمان حسن، ابنة مينة بلبيس، الحاصلة على دكتوراه في علم النفس، بلدها بعد زواج تقليدي من رجل سوهاجي يعمل “شيف” في ألمانيا.

رحلة إيمان حسن الأخيرة بألمانيا

حلمت بحياة آمنة ومستقبل كريم، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في عزلة خانقة، ممنوعة من العمل أو التواصل الاجتماعي، تعيش في ظل سيطرة زوج لا يعرف سوى القهر وسلب الإرادة، وعادات وتقاليد مختلفة تنفرها من الحياة، وشخص سليط اللسان وفق رواية شقيقتها.

بدأت علامات العنف تظهر منذ الطفل الأول، كانت تخفي آلامها وتتحمل “من أجل الأولاد”، حسب ما أكدت شقيقتها أماني محمد حسن، وفي إحدى زياراتها إلى مصر، اندلع شجار حاد انتهى بحبسها في منزل العائلة بالصعيد بعد أن طالبت بحقوق أطفالها من الدولة الألمانية، وهو ما أغضب الزوج المعروف ببخله الشديد، حد الهوس.

بمساعدة أسرتها، تمكنت من الهرب، وعادت لاحقًا إلى ألمانيا بدعم من الجهات المختصة، حيث لجأت إلى دار رعاية للمطلقات، وعاشت هناك عامًا كاملًا مع طفليها بعيدًا عن العنف والخوف، ظنت حينها أن الطريق إلى الأمان قد بدأ، لكن الخطر كان أقرب مما تتوقع.

بأسلوب معتاد من الجناة، نجح الزوج في استدراجها للعودة إلى المنزل، واعدًا ببدء صفحة جديدة، لكنها لم تكن سوى صفحة أخيرة في حياتها، خاصة بعد اكتشافه حملها بطفل ثالث، وهو ما اعتبره تهديدًا جديدًا لبقائه القانوني في ألمانيا.

في نوفمبر 2024، أجرت إيمان آخر مكالمة مع شقيقتها، تحدثت فيها عن وجود شقيق الزوج في المنزل دون رضاها، ثم انقطعت أخبارها تمامًا.

ظلّت الأسرة تبحث عنها لأشهر، وقدمت بلاغات في ألمانيا، بينما استمر الزوج في ادعاء أن “زوجته هربت وخلّت العيال”، لكن في يونيو 2025، حدث ما لم يكن بالحسبان.

عثر أحد سائقي التوصيل على خوذة ودراجة أطفال مهملة على أطراف غابة تبعد خمسة كيلومترات عن منزل الزوجين، استُدعيت الشرطة، وقادت الكلاب البوليسية فريق البحث إلى رفات مدفونة جزئيًا، تحليل الحمض النووي أثبت أن الجثة تعود لإيمان.

اعترف الزوج لاحقًا بجريمته، مؤكدًا أنه ارتكبها بمساعدة شقيقه الذي كان قد استقدمه من مصر، وشاركه في تنفيذ الجريمة ودفن الجثة، الشقيق هرب، والسلطات الألمانية لم تفصح بعد عن تفاصيل الجريمة أو مصير الهارب.

يتولى حالياً رعاية الأطفال الثلاثة أسرة مصرية مقيمة بألمانيا، في انتظار قرار بشأن مصيرهم، أما الأسرة في مصر، فتعيش مأساة لا تنتهي، مطالبة بمحاكمة القاتل في مصر، واسترداد الشقيق الهارب، وضمان عودة الأطفال إلى أحضان أسرة والدتهم.

تقول شقيقتها أماني:
“مش عايزين غير حقها، دي مش جريمة لحظة غضب، دي جريمة متخططة، واتنفذت بقسوة، أختي ماتت وهي بتدافع عن ولادها، ما ينفعش اللي قتلوها يعيشوا أحرار.”