مسؤول سابق في الموساد يحذر: الإيرانيون هم من اخترعوا الشطرنج فلا تستهينوا بطهران

في حديثه على “بودكاست نداف بيري”، تناول زوهار بالتي، الرئيس السابق لقسم الاستخبارات في الموساد والمسؤول الأسبق عن الشؤون السياسية-الأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، حيث استعرض الأبعاد الاستراتيجية والاستخباراتية لهذه الهجمات وتأثيراتها الإقليمية والدولية.

مسؤول سابق في الموساد يحذر: الإيرانيون هم من اخترعوا الشطرنج فلا تستهينوا بطهران
مسؤول سابق في الموساد يحذر: الإيرانيون هم من اخترعوا الشطرنج فلا تستهينوا بطهران

إيران “رأس الأخطبوط”

بالتي أكد أن الهجمات ليست مجرد رد على البرنامج النووي الإيراني، بل تأتي ضمن سياق أوسع يتضمن تداعيات عملية “طوفان الأقصى” التي حدثت في 7 أكتوبر، حيث وصف هذا اليوم بـ”الزلزال” الذي أحدث ارتدادات في لبنان وسوريا، مضيفًا: “الآن تبقى الحلقة الأخيرة: إيران”، وأوضح أن إيران تمثل المصدر الرئيسي للتهديد، قائلاً: “لا يمكن تفكيك أذرع الأخطبوط دون استهداف الرأس نفسه”.

عقود من التحضير

وأشار بالتي إلى أن القدرات التي أظهرتها العملية الإسرائيلية هي نتاج سنوات طويلة من التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي، حيث عملت فرق متخصصة بصمت على مدى فترة طويلة حتى جاءت هذه اللحظة.

الحذر من “النشوة”

ورغم إشادته بالعملية، حذر من الإفراط في الثقة، مؤكدًا أن النتائج هي ما يهم، وأن السؤال الحقيقي هو: “هل سيتراجع العدو؟”، مشددًا على أن المعركة لم تنته بعد، وأن “أيامًا صعبة قادمة” لا تزال في الأفق.

“الشطرنج” مع إيران

رفض بالتي التشبيهات التي تصف إيران بأنها في “كش ملك”، موضحًا أنهم من اخترعوا الشطرنج، وهم لاعبو ماراثون، وليسوا هواة، وأكد أن البرنامج النووي الإيراني هو نتيجة أربعين عامًا من العمل المنهجي، مما يجعل من الصعب التنبؤ بخطواتهم المستقبلية.

غموض استخباراتي

أوضح أن الصورة الاستخباراتية الكاملة لا تزال غير واضحة، مشيرًا إلى أن المواقع الحساسة مثل نطنز وفوردو بحاجة إلى تقييم دقيق للأضرار، قائلاً: “لا نعلم مصير مراكز المعرفة أو أماكن تخزين اليورانيوم المخصب حتى الآن”.

قرارات مصيرية أمام إسرائيل

كشف أن إسرائيل ستواجه قريبًا قرارات صعبة ومعقدة للغاية، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل، مؤكدًا أن الأحداث لا تزال تتطور، وتحتاج إلى تحليل عميق.

مفترق طرق إيراني

بالنسبة لإيران، طرح بالتي تساؤلاً استراتيجياً: “هل سيتخذ المرشد الأعلى قرارًا بالتراجع والقبول بالتفاوض – ما أسماه ‘كأس السم’ – أم سيواصل التصعيد الذي قد يهدد نظام الحكم ذاته؟”، مشيرًا إلى غياب القدرة الاستخباراتية الدقيقة للتنبؤ برد فعل طهران.

دور المجتمع الدولي

وحذر من التقليل من أهمية الدور الأوروبي، مؤكدًا أن أوروبا تظل شريكًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا لإسرائيل، على الرغم من الانتقادات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وأضاف: “من المهم أن نظل في صف الديمقراطيات الغربية”.