المطران عطا الله حنا يؤكد أن الالتزام الكنسي واجب أخلاقي وليس جريمة قانونية

في تصريح قوي، عبّر المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، عن استنكاره العميق لاعتقال السلطات الأرمينية لرجل الأعمال الروسي من أصول أرمنية، سامفيل كارابيتيان، بسبب دعمه للكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية، وقد وصف المطران حنا التهمة الموجهة إليه بأنها “مرفوضة وغير مبررة”، مؤكدًا أن دعم الكنيسة يُعتبر واجبًا إنسانيًا وروحيًا لا يمكن اعتباره جريمة.

المطران عطا الله حنا يؤكد أن الالتزام الكنسي واجب أخلاقي وليس جريمة قانونية
المطران عطا الله حنا يؤكد أن الالتزام الكنسي واجب أخلاقي وليس جريمة قانونية

دعم الكنيسة ليس جريمة

وفي بيانه، شدد المطران حنا على أن تهمة دعم الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية تُعد “أمرًا غير مقبول”، حيث قال: “لا يجوز تسييس الدعم الكنسي أو المؤازرة الروحية، سواء في أرمينيا أو في دول أخرى مثل أوكرانيا، التي تشهد أيضًا اضطهادًا ممنهجًا ضد الكنيسة الأرثوذكسية بسبب صلاتها مع الكنيسة الروسية”، وأشار إلى أن العلاقة الروحية بين الكنائس لا ينبغي أن تُعتبر تهمة بحد ذاتها.

كما أكد المطران أن دعم الكنيسة في رسالتها الروحية والإنسانية يجب أن يُنظر إليه كواجب أخلاقي، وليس كجريمة يُعاقب عليها القانون، واعتبر أن ملاحقة الأفراد بسبب التزامهم الكنسي ودعمهم للكنيسة يعد “تجاوزًا خطيرًا ولا يمكن تبريره”.

قلق من السياسات الأوروبية في مواجهة الكنائس

علاوة على ذلك، عبّر المطران حنا عن قلقه من سياسات بعض الحكومات الأوروبية، التي تمارس اضطهادًا ممنهجًا ضد بعض الكنائس بتوجيه من القوى الغربية، وأشار إلى ما يحدث في أوكرانيا وأرمينيا كمثال على هذه السياسات التي تهدف إلى تقييد حرية التعبير الديني والروحي.

خلفية القضية

يُذكر أن رجل الأعمال سامفيل كارابيتيان، المعروف بانتقاده العلني لرئيس الحكومة الأرميني نيكول باشينيان ودعمه القوي للكنيسة، وُجهت إليه تهمة “الدعوة العلنية للاستيلاء على السلطة”، وتم اعتقاله في 18 يونيو الجاري بأمر من محكمة يريفان، لمدة شهرين، بعد تفتيش منزله من قبل أجهزة إنفاذ القانون.

تشهد أرمينيا مؤخرًا تصاعدًا في التوتر السياسي والديني، حيث سبق لباسينيان أن نشر تصريحات اعتبرت مسيئة للكنيسة الأرمنية، ودعا أنصاره إلى دعم انتخاب كاثوليكوس جديد، مما أثار جدلًا واسعًا في الداخل الأرمني.

موقف روسيا

من جانبها، عبرت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تطورات الوضع، حيث أكدت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا أن موسكو تتابع القضية عن كثب، وأنها ستوفر كل الدعم القانوني اللازم للمواطن الروسي كارابيتيان، لضمان احترام حقوقه المشروعة.

تأتي هذه الأحداث ضمن ما وصفه محللون بحملة “تصفية سياسية” يقودها باشينيان ضد خصومه السياسيين والداعمين للكنيسة، في محاولة لتعزيز قبضته على السلطة وسط اتهامات متزايدة بتقويض استقلال المؤسسات الدينية والتلاعب بالهوية الوطنية الأرمنية.