رغم مرور أكثر من 30 عامًا على دخولها الخدمة، لا تزال القاذفة الأمريكية B-2 Spirit تمثل القوة الضاربة في سلاح الجو الأمريكي، وتُعتبر حتى اليوم واحدة من أكثر الطائرات الحربية إثارة للرعب على مستوى العالم.

من نفس التصنيف: لوس أنجلوس تشهد اشتباكات عنيفة في ثالث أيام الغضب والشرطة تتدخل بالقوة
فهي ليست مجرد طائرة، بل هي منظومة ردع استراتيجية عابرة للقارات، قادرة على تغيير موازين أي معركة.
قدرات خارقة وتكلفة خيالية
تم تصميم B-2 Spirit لتكون قاذفة ثقيلة ذات قدرة تخفي عالية، قادرة على اختراق أعقد أنظمة الدفاع الجوي.
يبلغ طولها حوالي 21 مترًا، بينما يمتد جناحها لأكثر من 52 مترًا، ومع ذلك، لا تُرصد بسهولة عبر الرادار.
أما بالنسبة لتسليحها، فهي قادرة على حمل أكثر من 18 ألف كيلوجرام من الذخائر التقليدية أو النووية، بما في ذلك القنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-57، التي تستطيع اختراق عمق 60 مترًا في الأرض قبل الانفجار.
تُعتبر هذه الطائرة الأغلى في التاريخ العسكري، حيث تتجاوز تكلفة الطائرة الواحدة 2 مليار دولار، مما يجعلها ليست مجرد أداة حرب، بل استثمارًا استراتيجيًا.
طائرة الشبح B-2 التابعة للقوات الجوية الأمريكية
عينٌ لا تُرى.. ويدٌ تضرب في العمق
ما يميز B-2 عن أي قاذفة أخرى هو أنها وُلدت لتنفيذ ضربات مفاجئة من مسافات بعيدة دون أن يتم رصدها، مما يجعلها مثالية لمهام مثل تدمير منشآت نووية مدفونة بعمق تحت الأرض، مثل مفاعل فوردو الإيراني، دون الحاجة لدخول طائرات في معارك مباشرة أو المخاطرة بأعداد كبيرة من المقاتلات.
طائرة الشبح B-2 التابعة للقوات الجوية الأمريكية
رمز الردع والسيادة الجوية
منذ أول استخدام لها في حرب كوسوفو عام 1999، أثبتت B-2 نفسها كرمز للسيطرة الجوية الأمريكية.
كما تم استخدامها لاحقًا في العراق، وأفغانستان، وليبيا، وحتى في إرسال رسائل استراتيجية مثل نشرها في جزيرة دييغو غارسيا كتحذير مباشر للحوثيين في اليمن.
ورغم أنها لم تُنتج بأعداد كبيرة (19 طائرة فقط)، فإن ظهورها في سماء أي منطقة يعني رسالة أمريكية واضحة: هناك تهديد حقيقي، وهناك نية لاستخدام القوة
مواضيع مشابهة: مقتل كبار القادة والعلماء الإيرانيين في هجوم إسرائيلي مؤلم
طائرة الشبح B-2 التابعة للقوات الجوية الأمريكية
لماذا الآن؟
مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وعودة الحديث عن إمكانية التدخل الأمريكي، تعود B-2 لتكون في دائرة الضوء.
فالمطالب الإسرائيلية تركز على تدمير منشآت نووية مثل فوردو، التي لا تستطيع الطائرات الإسرائيلية الوصول إليها أو تدميرها بكفاءة، بينما تملك B-2 القدرة والذخيرة المناسبة لذلك.
وتبقى الحقيقة أن B-2 أكثر من مجرد آلة حرب، إنها بطاقة أمريكا الثقيلة وسلاحها الذي لا يُستخدم إلا عندما تصبح الخيارات الدبلوماسية على المحك
.