في خطوة غير تقليدية، أفادت صحيفة “تلجراف” البريطانية بأن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد تم نقله إلى مكان آمن تحت حماية وحدة نخبة سرية، وذلك إثر تهديدات إسرائيلية متزايدة على حياته، ومن خلال هذه الخطوة، أصبحت حياة خامنئي الآن في يد مجموعة من الحراس الشخصيين الذين خضعوا لفحص دقيق، وتم تكليفهم بحمايته في ظل التوترات الأمنية الخطيرة التي تحيط به.

مقال له علاقة: جيش الاحتلال يعلن عن رصد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل
ويأتي هذا القرار في وقت حساس للغاية، بعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت شخصيات إيرانية رفيعة، حيث يُعتقد أن المخابرات الإسرائيلية قد تمكنت من اختراق صفوف النظام الإيراني، مما دفع القيادة الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة لحماية رأس النظام.
التدابير الأمنية
وأكد مسؤولون إيرانيون للصحيفة أن خامنئي لم يختفِ أو يهرب، بل على العكس، فقد تم اتخاذ هذه التدابير الأمنية لحمايته من أي محاولة اغتيال قد تطاله، وأضاف المسؤولون أن الوحدة السرية التي تولت مهمة حماية خامنئي تم تشكيلها بهدف تأمينه من أي تهديدات محتملة، مع الحفاظ على سرية تامة حول وجودها، إلى درجة أن كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني لم يكونوا على دراية بها.
خلال الفترة الماضية، أشار خامنئي في أكثر من مناسبة إلى احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال من جانب إسرائيل، خاصة بعد الهجمات المستهدفة التي أودت بحياة عشرات الضباط العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني في إيران، هذا التصعيد يأتي في وقت حساس بعد الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على مستشفى في بئر السبع، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تكثيف الدعوات للقضاء على خامنئي.
فكرة اغتيال خامنئي
في هذا السياق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعاد فكرة اغتيال خامنئي، موضحاً أن هذا قد يكون حلاً نهائيًا للصراع، بينما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، تصريحات نتنياهو بالـ”هتلر الحديث”، داعياً إلى اتخاذ خطوات حاسمة لوقف تصاعد التوترات.
هذا التحرك الأمني الرفيع المستوى يعكس تصاعد التهديدات التي تواجه النظام الإيراني في الداخل والخارج، ويؤكد على خطورة الأوضاع في المنطقة، لا سيما في ظل تصاعد العمليات العدائية والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
حق النقض ضد خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي
رغم استخدام دونالد ترامب حق النقض ضد خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي، إلا أنه صعّد من لهجته مؤخراً، مُعلناً يوم الثلاثاء معرفة مكان اختباء “المرشد الأعلى”، وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لاستهداف خامنئي “على الأقل ليس في الوقت الحالي”، لكنه وصفه بأنه “هدف سهل” إذا غير رأيه.
مقال مقترح: اعتقال 559 شخصاً في فرنسا بعد أعمال شغب عقب فوز باريس سان جيرمان
ولكي تتمكن إسرائيل أو الولايات المتحدة من القيام بمهمة بهذا الحجم، يتعين عليهما أولاً تحديد موقع خامنئي، وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن مسؤولي النظام كانوا يستعدون للفرار إلى موسكو، إلا أنه لا يوجد دليل على أن خامنئي يخطط لمغادرة إيران، قليلون يتوقعون منه أن يحذو حذو بشار الأسد، الزعيم السوري السابق والحليف المقرب الذي هرب إلى روسيا مع انهيار نظامه في ديسمبر.
خامنئي لا يزال في إيران
أكد مسؤول إيراني أن خامنئي لا يزال في إيران، ولن يغادرها، مُشدداً على أنّه لن يهرب كـ”الأسد الجبان”، وأشار إلى أهمية بقائه في تعزيز معنويات الشعب في ظلّ العدوان الأجنبي، على الرغم من أن الزعيم الإيراني البالغ من العمر 86 عاماً يقيم عادةً في مجمع دار القيادة بالمنطقة 11 بطهران، إلا أن ظهوره الأخير عبر الفيديو يشير إلى تغيير في مكانه، فقد ظهر وهو يتحدث أمام ستارة بنية اللون، تُزيّن أحياناً بصورة آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، يُلاحظ اختلاف هذا الموقع بشكل واضح عن أماكن إحاطاته الإعلامية المعتادة.
يشير تحليل فيديو خطابات خامنئي الأخيرة إلى تصويرها في مركز العمليات الإعلامية التابع للحرس الثوري الإيراني بوسط طهران، ما يُرجّح إقامته بالقرب منه، أو ربما تحته، وفي ضوء تفجيرات السيارات الأخيرة في طهران ومقتل العديد من الشخصيات، يبدو من غير المحتمل أن يستخدم خامنئي سيارته للتنقل في المدينة.