في خطوة تُعتبر تحولًا تاريخيًا داخل أحد أعرق الأجهزة الأمنية في العالم، أعلنت الحكومة البريطانية عن تعيين بلايز مترويلي رئيسة لجهاز الاستخبارات الخارجية المعروف بـ MI6، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الجهاز.

مقال مقترح: خبير عراقي يسلط الضوء على ضعف الأمن الروسي بعد الهجوم الأوكراني في موسكو
يأتي هذا التعيين في وقت وصفه رئيس الوزراء كير ستارمر بأنه من أكثر المراحل الأمنية تعقيدًا في تاريخ المملكة المتحدة، وذلك في ظل التهديدات المتزايدة التي تواجهها البلاد.
تحولات أمنية وتحديات رقمية معقدة
صرح رئيس الوزراء البريطاني في بيان رسمي بأن المملكة المتحدة تواجه تهديدات غير مسبوقة، تتراوح بين محاولات التسلل عبر البحر بواسطة سفن تجسس، وهجمات سيبرانية متطورة تستهدف البنية التحتية الرقمية والخدمات الحيوية في البلاد.
واعتبر ستارمر أن تعيين مترويلي يعكس إيمان الحكومة بالكفاءة بعيدًا عن المعايير التقليدية، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة تتطلب قيادة غير نمطية وفهمًا عميقًا للتقنيات الجديدة وطبيعة الصراعات الحديثة.
ومن المقرر أن تتسلم مترويلي مهامها رسميًا في الخريف المقبل خلفًا لريتشارد مور، الرئيس الحالي المنتهية ولايته.
من الشرق الأوسط إلى قيادة جهاز الظل البريطاني
تُعتبر مترويلي واحدة من أبرز الكفاءات الأمنية داخل أجهزة الاستخبارات البريطانية.
حيث انضمت إلى MI6 عام 1999 بعد دراستها للأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، وارتقت في المناصب حتى أصبحت المديرة العامة للتكنولوجيا والابتكار في الجهاز، وهو ما جعلها تُلقب بـ “Q” تيمّنًا بالشخصية التي تظهر في سلسلة أفلام جيمس بوند.
كما سبق لها العمل في جهاز الاستخبارات الداخلية MI5، وأدت أدوارًا ميدانية حساسة في الشرق الأوسط وأوروبا، رغم أن تفاصيل تلك المهام تبقى طي السرية كما هو معتاد في هذا النوع من المؤسسات.
شوف كمان: روسيا تحذر أمريكا من تقديم أي دعم عسكري لإسرائيل أو التفكير في ذلك
ويُشار إلى أن رئيس MI6 هو الشخص الوحيد من الجهاز الذي يُعلن اسمه للعامة، ويقدم تقاريره مباشرة إلى وزير الخارجية البريطاني، ويُعرف داخل المؤسسة بلقب “C”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد ثلاثة عقود من تولي ستيلا ريمينغتون رئاسة MI5 بين عامي 1992 و1996، لتكون مترويلي أول امرأة تقود الجهاز الموازي المسؤول عن العمليات الخارجية.