أسعار النفط تعتمد على التسويات السياسية بين واشنطن وطهران وفقاً لخبير طاقة

في ظل الأزمة المتصاعدة بين إيران والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة والكيان المحتل، تظل أسواق الطاقة العالمية في حالة ترقب حذر، مع احتمالات مفتوحة لجميع السيناريوهات، سواء نحو التهدئة أو التصعيد.

أسعار النفط تعتمد على التسويات السياسية بين واشنطن وطهران وفقاً لخبير طاقة
أسعار النفط تعتمد على التسويات السياسية بين واشنطن وطهران وفقاً لخبير طاقة

أسواق الطاقة العالمية

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير الدولي د. الجوهري الشبيني، خلال تواجده في مقر منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا، أن أي اتفاق تفاوضي بين واشنطن وطهران من شأنه أن يعيد تشكيل معادلة سوق النفط العالمي.

وأشار الشبيني في تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، إلى أن رفع العقوبات المفروضة على إيران سيمكنها من ضخ ما بين 1 إلى 2 مليون برميل نفط إضافي يوميًا إلى السوق، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة تتراوح بين 5% إلى 15% على المدى القصير، في ظل زيادة المعروض
سيناريو التصعيد.. والأسعار قد تتجاوز 100 دولار.

كما نبه الخبير الدولي إلى أن التصعيد العسكري في المنطقة، خاصة إذا طال صادرات النفط الإيرانية أو الملاحة في مضيق هرمز — الذي تمر عبره نحو 20 مليون برميل يوميًا — قد يُحدث هزة كبيرة في الأسواق.

وأضاف أن مثل هذا السيناريو قد يدفع أسعار خام برنت إلى تجاوز مستوى 100 دولار للبرميل، خاصة في حال تأخر دول أوبك في تعويض النقص أو استمرت التوترات لفترة طويلة.

وعلى الجانب الآخر، أشار إلى أن الأسواق بدأت تسعّر سيناريو التهدئة بحذر، حيث توقعت مؤسسة غولدمان ساكس أن يتراوح سعر برنت بين 70 إلى 85 دولارًا للبرميل، بمتوسط 77 دولارًا خلال الربع الرابع، في حال عدم وقوع اضطرابات كبيرة في الإمدادات.

حالة السوق

وأوضح د. الجوهري الشبيني أن السوق حاليًا يعيش حالة “شد وجذب” بين عاملين متضادين: المخاوف من اضطراب الإمدادات في الشرق الأوسط، واحتمالات ارتفاع المعروض حال نجاح المفاوضات السياسية وعودة النفط الإيراني إلى السوق العالمية

وأكد أن الاتجاه العام للأسعار خلال الفترة المقبلة لن يتحدد بناءً على العوامل الفنية أو التجارية فقط، بل سيكون في الأساس قرارًا سياسيًا.

عوامل ضغط إضافية

كما أشار إلى أن هناك عوامل إضافية تضغط على السوق، أبرزها تراجع الطلب على النفط في الصين، وزيادة إنتاج تحالف “أوبك+”، إلى جانب تأثير المفاوضات التجارية العالمية على معدلات النمو والطلب على الطاقة.