تواجه مهنة صيد الأسماك بنهر النيل في محافظة بني سويف العديد من المشكلات، يأتي في مقدمتها قلة الاهتمام من الجهات المعنية، وغياب الرقابة على الأسواق، وارتفاع تكاليف شراء أدوات الصيد، بالإضافة إلى بعض الممارسات السلبية من قبل بعض الصيادين، والتي تشمل الصيد بطرق غير مشروعة مثل استخدام التيار الكهربائي، ووضع السموم في “دود الأرض”، واستخدام مادة الأندرلين وغاز البوتاجاز على الحشائش اللاصقة بالجزر النيلية، وغيرها من الأساليب التي تؤثر سلبًا على البيئة المائية.

مقال له علاقة: طفلة تفقد بصرها في مستشفى حكومي وأمها تؤكد: حق ابنتي لن يضيع | فيديو
غياب التشريع
صلاح الناصح، برلماني سابق، أوضح لـ “نيوز رووم” أن من أبرز مشاكل الصيادين هي عدم وجود تشريع ينظم طرق الصيد، مما أدى إلى انتشار طرق صيد مخالفة مثل استخدام السموم والصعق الكهربائي، وهو ما يهدد الثروة السمكية في النيل، كما لا يوجد قانون يحمي النيل أو الصيادين، رغم وجود هيكل وظيفي كامل يتقاضى رواتب مرتفعة بدءًا من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إلا أنهم لا يقومون بالمهام الموكلة إليهم، كما أن الصيادين يعانون من عدم وجود تأمين صحي أو اجتماعي، مما يستدعي ضرورة ضمهم تحت مظلة التأمين الشامل، فضلًا عن عدم وجود سوق خاص بهم، حيث تسبب التسويق العشوائي في تدهور أوضاعهم مع ارتفاع أسعار المدخلات مثل “الشبك، السنار، القوارب، وأدوات الصيد”.
نقابة للصيادين
وأضاف الناصح أنه من الضروري وجود نقابة تدافع عن حقوق الصيادين الذين يشكلون شريحة لا تقل عن 10% من سكان القرى والمدن المطلة على الموارد المائية الداخلية، مثل النيل وبحر يوسف والبحيرات، وكذلك السواحل مثل البحر الأحمر وسيناء والسويس والإسماعيلية وبورسعيد والإسكندرية ومطروح، كما أن حرفة الصيد تعتبر من الحرف غير المنتظمة، مما يستدعي إيجاد مشروعات بديلة في مواسم التكاثر، مع ضرورة تجريم الصيد في تلك الفترات، وتوفير دخل بديل للصيادين بدلًا من الإنفاق على مفرخات الأسماك دون جدوى، كما يجب تشديد الرقابة على تداول الذريعة السمكية المخصصة لرميها في النيل، حيث إن بعض الأحيان تُباع لأصحاب المزارع الخاصة مما يحرم الصيادين الفقراء.
معاناة أسرية
وفي هذا السياق، قال خضر سيد محمد: أعمل أنا وزوجتي في مهنة الصيد لعدم وجود بديل، وأعيش تحت خط الفقر، حيث أن ظروف الصيادين صعبة للغاية، ولدي أربعة أولاد، ولا نجد أسماكًا في نهر النيل لعدم إلقاء الزريعة من قبل الثروة السمكية، كما أننا نتحمل الكثير من التأمينات والضرائب وتكاليف رخصة القارب، وكل ذلك يمثل عبئًا ثقيلًا علينا.
توقف زريعة الأسماك
من جانبه، أشار بكري أبو الحسن، شيخ الصيادين ببني سويف، إلى أن هيئة الثروة السمكية كانت تلقي سابقًا زريعة الأسماك في مياه نهر النيل والبحيرات والترع، لكنها توقفت حاليًا، رغم أهمية هذا الدور في زيادة الثروة السمكية في مصر، وأضاف أن المسؤولين تغاضوا عن هذا الأمر، ولم يتخذوا أي إجراءات تجاه الاستاكوزا، وهي حيوان بحري يتغذى على الأسماك الصغيرة، واختتم بقوله: يجب على الدولة الاستماع إلى جميع الصيادين لمعرفة مشاكلهم، والتي تتركز في ضرورة الاهتمام بزيادة الثروة السمكية.
ارتفاع الأسعار
بينما قال نوح فهيم، صياد ببني سويف: نحن نواجه في الفترة الأخيرة ارتفاع الأسعار، وعدم دعم الدولة لنا، حيث أصبحت مواد الصيد مرتفعة الثمن، وهي رأس المال بالنسبة لنا، وأضاف: الثروة السمكية ببني سويف لا نعلم عنها أي شيء، وهي الجهة المسؤولة عن الإرشادات وزرع الزريعة في نهر النيل، وللأسف نواجه أيضًا استزراع الاستاكوزا، التي تستهلك الأسماك الصغيرة، مما يهدد الثروة السمكية.
مواضيع مشابهة: مؤتمر القاهرة ملتقى دولي لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز الاستدامة
دخل متدنٍ
فيما أشار صابر غريب إلى أنهم يعانون من قلة الدخل، الذي لا يتجاوز 20 أو 30 جنيهًا يوميًا، وفي ظل ارتفاع أسعار مواد الصيد مثل (الشباك، السنارة، الجوابي، الأسلاك، الفل، حبال الشبح، الرصاص، الخيط)، والتي تتراوح أسعارها بين 800 و1200 جنيه، لذا نطالب الدولة بمساعدة الصيادين وتوفير المعاش لأبنائنا.