كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن واشنطن أبلغت طهران بشكل مباشر أنها لا تنوي تغيير نظام الحكم في البلاد، وأن الهجوم العسكري الذي نفذته على منشآت إيرانية يمثل الحد الأقصى لما خططت له، بهدف تجنب الانزلاق إلى صراع شامل في المنطقة.

مواضيع مشابهة: تكساس تعزز وجود الحرس الوطني وسط تصاعد التوترات المتعلقة بالهجرة بعد لوس أنجلوس
ووفقاً لما نقلته محطة “سي بي إس” الأمريكية، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب تواصلت يوم الأحد مع الحكومة الإيرانية عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية لتوضيح أن الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية فجر الأحد تعتبر “عملية منفردة”، ولا تهدف إلى شن حرب واسعة أو الإطاحة بالنظام الإيراني.
الهجوم الأمريكي كان للردع لا لزيادة التوترات
كما أكد مسؤول أمريكي مطلع لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن هدف الهجوم كان ردع المزيد من الهجمات المتبادلة التي شهدتها المنطقة، وليس زيادة التوترات أو دفع الأمور نحو مواجهة مفتوحة، وأضاف أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف تم تفويضه بالتواصل مع طهران سعياً للحفاظ على قناة تواصل مفتوحة، تمهيداً لأي تفاهم دبلوماسي محتمل.
ممكن يعجبك: تضرر خطوط أنابيب ونقل الطاقة في حيفا حسب إعلان مصافي النفط الإسرائيلية
ويأتي هذا التحرك الأمريكي في ظل تصعيد متبادل بين إسرائيل وإيران، حيث نفذت تل أبيب خلال الأسبوع الماضي “أكبر ضربة” داخل الأراضي الإيرانية منذ سنوات، مستهدفة مواقع عسكرية ومراكز بحوث نووية، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين.
وتأتي الضربات الأمريكية في سياق هذه الهجمات الإسرائيلية، مما يزيد المخاوف من تفجر مواجهة إقليمية أوسع تشمل دولاً عدة في الشرق الأوسط.
رفض خطة اغتيال خامنئي
وكشفت تقارير إعلامية أمريكية أن إدارة ترامب رفضت سابقاً خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مما يعكس مدى خطورة السيناريوهات المطروحة داخل دوائر صنع القرار الأمريكية والإسرائيلية، ورغبة واشنطن في تفادي خطوة قد تؤدي إلى حرب شاملة.
وعلى الرغم من الضغوط المستمرة من الحلفاء في المنطقة، شدد البيت الأبيض على أنه لا يسعى لحرب شاملة، لكنه سيبقى حازماً في حماية قواته ومصالحه في الشرق الأوسط.
واشنطن تسعى لاحتواء التصعيد وفتح باب دبلوماسي
كما تُظهر هذه الاتصالات والتصريحات محاولة واضحة من الإدارة الأمريكية للحفاظ على توازن دقيق بين الرد العسكري على التهديدات النووية الإيرانية، وبين منع توسيع المواجهة لتصبح حرباً إقليمية شاملة، وتؤكد واشنطن أنها تفضل الحلول الدبلوماسية قدر الإمكان، لكنها مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها.