ناقد رياضي: لا تضعوا اللوم على الشحات وهاني فكررة القدم لعبة جماعية وتعاني من قصور بدني وتنظيمي

وجه الناقد الرياضي انتقادًا حادًا للفكر السائد الذي يحمل مسؤولية نتائج المباريات لأفراد محددين، مؤكدًا أن كرة القدم “لعبة جماعية”، وأن المشكلات الحقيقية التي تواجه الفرق العربية تنبع من عوامل بدنية وتنظيمية تتكرر في كل البطولات الدولية.

ناقد رياضي: لا تضعوا اللوم على الشحات وهاني فكررة القدم لعبة جماعية وتعاني من قصور بدني وتنظيمي
ناقد رياضي: لا تضعوا اللوم على الشحات وهاني فكررة القدم لعبة جماعية وتعاني من قصور بدني وتنظيمي

وقال المستكاوي في تغريدة عبر صفحته الرسمية على منصة “إكس”: “المسؤولية تقع على الفريق وليس على لاعب واحد، النتائج ليست المقياس النهائي لتقدير قوة الفرق، وتبرير خسارة المباريات بمبررات قديمة لم يعد له مكان، فالشحات لم يكن السبب في عدم فوز الأهلي على إنتر ميامي في الشوط الأول، فقد ضاعت الفرص والأهداف من زملاء حسين الشحات قبل أن يشارك، ومحمد هاني لم يكن السبب المباشر في خسارة الأهلي أمام بالميراس، وكلاهما يمكن انتقاده لأسباب أخرى مثل جودة الكرة العرضية من كليهما كجناح وظهير أو القدرات الدفاعية، وهي ضرورية في جميع الأحوال

وأضاف الناقد الرياضي حسن المستكاوي: “الواقع أن الفوز الضائع أمام ميامي يعود إلى الفرص التي أهدرتها خمسة أو ستة لاعبين، والهزيمة التي لحقت بالأهلي أمام بالميراس يتحملها الأداء الجماعي للفريق، وعدم القدرة على مجاراة الفريق البرازيلي في الشوط الثاني، وهو تكرار لظاهرة نقص اللياقة، وبدلاً من تبرير الأمر بأنه “هزيمة بسبب فترة إعداد ناقصة”، هل هو حقًا السبب أم أن الإجهاد نتيجة لامتداد الموسم إلى يونيو بعد سباق مرهق في الدوري المصري؟

المستكاوي: تبريرات “نقص الإعداد” لا تصنع فوزًا ومشاكلنا أعمق من أسماء اللاعبين

وأشار متسائلًا: “لماذا يكون التبرير جاهزًا دائمًا بأسباب معلبة منذ سنوات، لماذا لا نرى الفروق البدنية وفروق السرعات والقوة واللياقة والالتحامات والضغط المستمر، ولماذا لا نبحث عن ذلك ونعالج هذا القصور الذي تعاني منه فرقنا في المشاركات الدولية سواء على مستوى المنتخبات في جميع مراحلها السنية (تذكروا مونديال 2018 والأمم الإفريقية الأخيرة وكيف لعبنا)، أو على مستوى الأندية في مناسبات مختلفة؟”

وقال في تغريدته: “إن المسائل التنظيمية وتواصل المواسم لها تأثير كبير على أداء فرق كرة القدم بصفة عامة، وهو أمر يمكن أن يطول الحديث عنه بالنسبة للكرة المصرية، لكن الأهم أن نفهم أسباب فروق القوة واللياقة البدنية والسرعات، وهو ما يجب معالجته منذ مراحل الناشئين، قبل مناقشة مشاكل تنظيمية ضرورية مثل التسويق، وبيع التذاكر، والسعة الكاملة، وملاعب الفرق، وجودة التحكيم، فكل هذا يأتي بعد تحليل ما نفتقده بدنيًا وما تفتقده أقدام اللاعبين في البطولات الكبرى مثل كأس العالم للمنتخبات وكأس العالم للأندية

وتابع: “وكل الرجاء أن نتوقف عن إلقاء مبررات من نوع “بداية موسم، ونقص الإعداد”، “أو نهاية موسم، والإجهاد”، وتسمية انتصارات ضاعت باسم لاعب كما حدث مع حسين الشحات في مباراة إنتر ميامي، وتسمية خسارة مباراة مهمة باسم لاعب كما حدث مع محمد هاني في مباراة بالميراس، بينما لو راجعتم المباراتين جيدًا، سترون ما أهدره لاعبو الأهلي من فرص فوز أمام ميامي، وما لم يهدره لاعبو الأهلي من فرص حقيقية أمام بالميراس، انطباعات المسؤولية الفردية السائدة في ملاعبنا وفي لعبتنا غير دقيقة، مثل منح لاعب أو لاعبين شرف تحقيق انتصار وحدهم، ومثل تحميل لاعب أو لاعبين مسؤولية الهزيمة في مباراة، وتلك انطباعات خاطئة في لعبة جماعية

كما لفت المستكاوي متسائلًا: “والسؤال بعد جولتين من دور المجموعات، هل الفرق العربية الخمسة قادرة على منافسة أوروبا وأمريكا الجنوبية؟ لقد اعتبرت تعادل الأهلي مع إنتر ميامي خسارة لأن الفريق كان يمتلك فرص الفوز في الشوط الأول، لكن الأهلي لم يظهر بالمستوى المتوقع أمام بالميراس، الفريق البرازيلي القوي، وصاحب السرعات في صفوفه، والهدف الثاني كان دليلًا على فارق السرعات ليس فقط في الجري ولكن في التمرير والتصرف في الكرة وفي قوة الالتحام، وفي المقابل حقق الترجي أول فوز عربي في البطولة بتغلبه على لوس أنجلوس 1/صفر، فيما كان تعادل الهلال مع ريال مدريد انتصارًا قياسًا بقوة الفريق الإسباني حتى لو لم يظهر بقوته في هذا اللقاء

وأكمل: “إن إصابة مرمى أوكلاند بـ 16 هدفًا في مباراتين، خسر صفر/10 أمام بايرن، وصفر/6 أمام بنفيكا، أمر يدعو للتساؤل عن منطقة الأوقيانوس التي لا يرقى مستوى أنديتها إلى المستوى الدولي، وينافس أوكلاند في منطقته فرقًا من تاهيتي، تونغا، جزر سليمان، ساموا، فيجي، وجزر كوك وغيرها من المنافسين، فأصبح أوكلاند النيوزيلندي منافسًا لنفسه ويلعب في المنطقة وحده، وبعد جولتين من دور المجموعات تبدو الفرق البرازيلية قوية وشرسة لتعويض تأخرها خلف راية الكرة الأوروبية، وحين فاز بتفاجو على باريس سان جيرمان، بدأت نغمة نهاية سيطرة فرق أوروبا على البطولة منذ بدايتها عام 2000

واختتم حسن المستكاوي تغريدته بسؤال: “فهل هذا صحيح أم أنه انطباع مبكر لأن التسلح بالقوة والعنف أحيانًا لا يدوم في صراع المهارات؟”