تساؤلات كثيرة ظهرت بعد الهجوم الأمريكي صباح اليوم الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، ومن أبرزهالماذا لم تُسجل مستويات إشعاعية مرتفعة بعد الضربة الأمريكية؟ وهل ساهم عمق المواد النووية في منشأة فوردو ونطنز في تقليل المخاطر؟

ممكن يعجبك: 5 طرق للاستعلام عن مواعيد صرف معاشات تكافل وكرامة 2025
رد الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، على هذه التساؤلات، حيث أوضحأن وجود المواد النووية في أعماق كبيرة داخل منشأتي فوردو ونطنز يساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر الإشعاعية في حال تعرض المنشآت لهجوم عسكري.
وأضاف الوكيل في منشور توضيحي عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، لماذا يُعتبر العمق واقيًا من المخاطر الإشعاعية؟
أولاً: امتصاص الطاقة الانفجارية، فالمرافق العميقة محمية بطبقات سميكة من الصخور والخرسانة، مما يقلل من تأثير الموجات الانفجارية ويحد من احتمالية تدمير الحاويات أو المواد النووية الحساسة.
ثانياً: احتواء التسربات، في حال حدوث تلف جزئي أو تسرب محدود، يعمل العمق كـ”حاجز طبيعي” يمنع المواد المشعة من الوصول السريع إلى السطح أو البيئة المحيطة.
اقرأ كمان: محافظ الدقهلية يعلن استفادة 1344 مواطنا من القافلة الطبية المجانية بكفر المحمدية
ثالثاً: صعوبة الاستهداف الكامل، حتى القنابل المخصصة لاختراق التحصينات مثل GBU‑57 تحتاج إلى دقة عالية، وقد لا تصل إلى قلب المنشأة، مما يُبقي بعض المواد في مأمن.
وفيما يتعلق بطبيعة منشأتي فوردو ونطنز، أوضحرئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء سابقًاأن منشأة فوردو تقع على عمق حوالي 80–90 متر تحت الجبل وتستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى 60%، بينما منشأة نطنز تقع على عمق 8–10 أمتار تحت الأرض (تحت سقف خرساني مسلح) وتحتوي على أجهزة طرد مركزي من الجيل الحديث، مشيرًا إلى أن فوردو تُعتبر الأكثر تحصينًا، حيث بُنيت داخل جبل، بينما نطنز أقل تحصينًا لكنها لا تزال تحت مستوى الأرض، مما يمنحها بعض الحماية.
وعند سؤاله هل العمق يمنع التسرب تمامًا؟ أجاب الوكيل:”بالطبع لا، لكنه يقلل الاحتمالية والخطورة، حيث إذا دُمرت الأجهزة داخل المنشأة، يمكن أن تحدث تسريبات محصورة داخليًا، كما أن الخطر الإشعاعي البيئي يبقى منخفضًا طالما لم يحدث أي خلل شامل في أنظمة التهوية والتخزين.”
أما عن تأثير العمق على انتشار الإشعاع للدول المجاورة، فقد أشار المسؤول في هيئة المحطات النووية إلى أن العمق يجعل من غير المحتمل أن تنتقل مواد مشعة مع الغبار أو الانفجارات إلى خارج إيران، كما يتأثر الغلاف الجوي على نطاق إقليمي ما لم يحدث انفجار هائل أو حريق في سطح المنشأة.
واختتم الوكيل منشوره بالتأكيد على أن العمق يعمل كحاجز طبيعي يقلل بشكل كبير من المخاطر الإشعاعية، وهو ما حافظ على إيران والمنطقة المحيطة بشكل كبير حتى الآن.