محطة بوشهر النووية… مركز البرنامج النووي الإيراني على السطح

في خضم التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، تبرز محطة بوشهر النووية كواحدة من أبرز المنشآت النووية في إيران، وأكثرها حساسية، خصوصًا مع استمرار الجدل حول البرنامج النووي الإيراني، والضربات الجوية المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

محطة بوشهر النووية… مركز البرنامج النووي الإيراني على السطح
محطة بوشهر النووية… مركز البرنامج النووي الإيراني على السطح

تُعتبر محطة بوشهر أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في الجمهورية الإسلامية، وقد بُنيت على سواحل الخليج في مدينة بوشهر جنوب البلاد.

تتميز المحطة بهندسة معمارية معقدة، إذ أُنشئت فوق سطح الأرض على عكس العديد من المنشآت النووية الأخرى المدفونة، مما جعلها دائمًا محل مراقبة دولية دقيقة.

محطة بوشهر النووية الإيرانية.

حصن فولاذي 

بُنيت محطة بوشهر بجدران فولاذية سميكة مقاومة للزلازل، نظرًا لطبيعة الموقع الجغرافي الذي يقع في منطقة نشطة زلزالياً، ووفقًا للسلطات الإيرانية، فإن تصميم المحطة يراعي أعلى معايير الأمان النووي العالمية، ويتضمن أنظمة متطورة للتبريد، وإجراءات تلقائية لإغلاق المفاعل في حالات الطوارئ.

بدأ العمل على مشروع المحطة منذ سبعينيات القرن الماضي، غير أن التوترات السياسية المتعاقبة أخّرت تشغيلها حتى عام 2011، حين أُعلن رسميًا عن بدء توليد الطاقة منها بمساعدة روسية، وتبلغ قدرة المحطة نحو 1000 ميغاواط، وتُعدّ حجر الأساس في طموح إيران لتوسيع قدراتها النووية السلمية.

اليوم ومع تصاعد المخاوف من أي استهداف مباشر لبوشهر، خصوصًا بعد تحذيرات متكررة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تداعيات ضرب المنشآت النووية فوق الأرض، تبقى المحطة في قلب دائرة التوتر، وأي ضرر فيها قد يترتب عليه تأثيرات بيئية وإنسانية تتجاوز حدود إيران.

في ظل هذه التحديات، يتواصل الجدل الدولي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وسط دعوات متزايدة لضمان حماية المنشآت النووية المدنية، وعدم الزج بها في حسابات الصراع العسكري المفتوح.