تحدث الدكتور مأمون فندى، أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة جورجتاون ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، عن استعداد السلطات الإيرانية لإغلاق مضيق هرمز بعد الهجمات الأمريكية الأخيرة.

من نفس التصنيف: مكافحة الإدمان تعزز وعي المواطنين والأطفال بأضرار تعاطي المخدرات
وكتب فندى عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس”: “لماذا العرب قوة بحرية لا يمكن تجاهلها؟ لأنهم، إذا قرروا، قادرون على شل حركة التجارة العالمية في لحظة، بإمكانهم إغلاق مضيق باب المندب، هرمز، وجبل طارق خلال ساعات، وهي شرايين بحرية تخنق نصف اقتصاد الكوكب، وإن أُضيفت قناة السويس إلى المعادلة، فإن العالم بأسره سيدفع ثمن تجاهل العرب”
وأشار مأمون إلى قدرة العالم العربي على التحكم في حركة التجارة العالمية بحريًا، وهي القوة التي يتجاهلها معظم دول العالم، مختتمًا بالتأكيد: “العالم بأسره سيدفع ثمن تجاهل العرب”
لماذا العرب قوة بحرية لا يمكن تجاهلها؟
لأنهم، إن قرروا، قادرون على شل حركة التجارة العالمية في لحظة، بإمكانهم إغلاق مضيق باب المندب، هرمز، وجبل طارق خلال ساعات، وهي شرايين بحرية تخنق نصف اقتصاد الكوكب، وإن أُضيفت قناة السويس إلى المعادلة، فإن العالم بأسره سيدفع ثمن تجاهل العرب….
— Mamoun Fandy (@mamoun1234).
وفي وقت سابق، وافق البرلمان الإيراني رسميًا اليوم الأحد على قرار إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميًا، ردًا على الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران.
وقالت قناة “إكسترا نيوز” إن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة ردود إيرانية متصاعدة على التصعيد العسكري الأمريكي، معتبرة أن القرار يعبر عن تحول في الموقف الرسمي الإيراني من التصعيد إلى المواجهة المباشرة.
مضيق هرمز
يمثل مضيق هرمز شريانًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، إذ تمر عبره ما يقرب من ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا في العالم، ويقع المضيق بين السواحل الإيرانية والعمانية، ويُعد الممر البحري الأضيق والأكثر حساسية في العالم، كونه يشكل المنفذ الأساسي لصادرات النفط والغاز من دول الخليج العربي.
وبناءً على القرار، فإن الملاحة في هذا المضيق قد تواجه تهديدًا فعليًا، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب كبير في أسواق الطاقة العالمية وارتفاع حاد في أسعار النفط الخام.
خلفية التصعيد
يأتي قرار البرلمان الإيراني على خلفية الضربة العسكرية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وصُنفت على أنها رسالة قوية من واشنطن للحد من تسارع البرنامج النووي الإيراني، بحسب مصادر أمريكية رسمية.
مقال مقترح: الزراعة تستمر في جهودها الميدانية لمتابعة زراعات القطن
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن الضربات تمت بناءً على معلومات استخباراتية تشير إلى تطور غير مسبوق في قدرات إيران النووية، ما دفعها لاتخاذ خطوات عسكرية “وقائية”.
أبعاد القرار الإيراني
إغلاق مضيق هرمز، حتى وإن كان مؤقتًا أو رمزيًا، يُعتبر تطورًا بالغ الخطورة، ومن المتوقع أن يُشعل موجة من الإدانات الدولية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، الذين يعتبرون حرية الملاحة في الخليج خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُسرع من وتيرة التحركات الدولية لعقد جلسات طارئة في مجلس الأمن، وقد تدفع الدول الكبرى إلى تعزيز وجودها العسكري في مياه الخليج لضمان تدفق الطاقة العالمية دون عوائق.
الأسواق العالمية تترقب
من المتوقع أن تشهد أسواق النفط والطاقة العالمية ارتباكًا فوريًا بعد قرار البرلمان الإيراني، حيث بدأت مؤشرات العقود الآجلة للنفط بالتذبذب منذ اللحظات الأولى لإعلان الخبر، وسط ترقب حذر من المستثمرين لمآلات الأزمة.
وعلى الصعيد السياسي، ينتظر أن تصدر خلال الساعات المقبلة مواقف حازمة من العواصم الغربية، في مقدمتها واشنطن، التي لطالما حذرت طهران من استخدام مضيق هرمز كورقة ضغط سياسية أو عسكرية.