مأمون فندي يتساءل عن وجود مشروع نووي إيراني بعد عدم ظهور تسرب إشعاعي

تحدث الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة جورجتاون ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، عن عدم وجود أي تسرب إشعاعي بعد الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، حيث أعرب عن شكوكه في وجود مشروع نووي إيراني حقيقي.

مأمون فندي يتساءل عن وجود مشروع نووي إيراني بعد عدم ظهور تسرب إشعاعي
مأمون فندي يتساءل عن وجود مشروع نووي إيراني بعد عدم ظهور تسرب إشعاعي

وفي تدوينة له عبر حسابه على منصة “إكس”، قال فندي: “حتى الآن، لا توجد مؤشرات على تسرب إشعاعي، مما يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل توجد منشآت نووية فعلاً في العالم لا تُشع؟ إنه عمل من السحر لا العلم”.

كما أضاف أن غياب أي دليل مادي على تسرب إشعاعي بعد الضربات يثير الشكوك حول مدى صحة الادعاءات بوجود برنامج نووي إيراني فعال، معتبرًا أن هذا الأمر يستدعي إعادة تقييم للتقارير المتداولة بشأن المنشآت النووية في إيران.

حتى الآن، لا توجد مؤشرات على تسرب إشعاعي، ما يطرح تساؤلاً جوهرياً: هل توجد منشآت نووية فعلاً في العالم لا تُشع؟ انه عمل من السحر لا العلم .

— Mamoun Fandy (@mamoun1234).

الضربات الجوية المتبادلة

وفي نفس السياق، ومع التصعيد المتسارع في منطقة الشرق الأوسط، تبرز محطة بوشهر النووية كواحدة من أبرز المنشآت النووية في إيران وأكثرها حساسية، خصوصًا مع استمرار الجدل حول البرنامج النووي الإيراني والضربات الجوية المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

تمثل محطة بوشهر أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في الجمهورية الإسلامية، وقد بُنيت على سواحل الخليج في مدينة بوشهر جنوب البلاد.

تتميز المحطة بهندسة معمارية معقدة، حيث أُنشئت فوق سطح الأرض على عكس العديد من المنشآت النووية الأخرى المدفونة، مما جعلها دائمًا تحت مراقبة دولية دقيقة.

محطة بوشهر النووية الإيرانية.

حصن فولاذي

بُنيت محطة بوشهر بجدران فولاذية سميكة مقاومة للزلازل نظرًا لطبيعة الموقع الجغرافي الذي يقع في منطقة نشطة زلزالياً، ووفقًا للسلطات الإيرانية، فإن تصميم المحطة يراعي أعلى معايير الأمان النووي العالمية، ويتضمن أنظمة متطورة للتبريد وإجراءات تلقائية لإغلاق المفاعل في حالات الطوارئ.

بدأ العمل على مشروع المحطة منذ سبعينيات القرن الماضي، غير أن التوترات السياسية المتعاقبة أخّرت تشغيلها حتى عام 2011 حين أُعلن رسميًا عن بدء توليد الطاقة منها بمساعدة روسية، وتبلغ قدرة المحطة نحو 1000 ميغاواط، وتُعدّ حجر الأساس في طموح إيران لتوسيع قدراتها النووية السلمية.

اليوم، ومع تصاعد المخاوف من أي استهداف مباشر لبوشهر، خصوصًا بعد تحذيرات متكررة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تداعيات ضرب المنشآت النووية فوق الأرض، تبقى المحطة في قلب دائرة التوتر، وأي ضرر فيها قد يترتب عليه تأثيرات بيئية وإنسانية تتجاوز حدود إيران.

وفي ظل هذه التحديات، يتواصل الجدل الدولي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وسط دعوات متزايدة لضمان حماية المنشآت النووية المدنية وعدم الزج بها في حسابات الصراع العسكري المفتوح.