تصدر قطاع العقارات تداولات الأسهم الرئيسية في البورصة المصرية، حيث سجلت قيم التداول 725.3 مليون جنيه بنسبة 23.2% من إجمالي قيم التداول، وذلك عبر تداول 425.9 مليون ورقة مالية.

مقال له علاقة: التحول الاستثماري في مصر وتأثيره على تمويل الشركات الناشئة
يأتي هذا الارتفاع في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، والتي أثرت على الأسواق العالمية وأثارت مخاوف المستثمرين بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.
هل العقارات ملاذ الآمن للاستثمار؟
يرى الخبراء أن حالة عدم اليقين الناجمة عن الصراع الإسرائيلي الإيراني والتوترات العالمية دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة، وكان قطاع العقارات من أبرز هذه الملاذات في السوق المصري.
العقار، باعتباره أصلًا ملموسًا ومستقرًا نسبيًا، يوفر حماية ضد تقلبات الأسواق المالية وتأثيرات الصراعات الدولية على الاقتصاد.
في هذا السياق، قال عبد الله سلام، رئيس شركة مدينة مصر، في تصريح مقتضب لـ”نيوز رووم”، إن الاضطرابات الإقليمية التي يشهدها الشرق الأوسط تزيد من أهمية الاستثمار العقاري كأداة تحوط، حيث يفضل المستثمرون الأصول التي تحافظ على قيمتها بعيدًا عن التقلبات السياسية والاقتصادية.
من جانبه، أكد محمد البستاني، رئيس جمعية مطوري القاهرة الجديدة، أن التوترات الجيوسياسية دفعت العديد من المستثمرين إلى التوجه للقطاع العقاري، خاصة في المدن الجديدة، التي تتمتع بدعم حكومي قوي وبنية تحتية متطورة، مما يجعلها ملاذًا استثماريًا آمنًا وسط الاضطرابات.
تظهر تداولات الأسهم العقارية المرتفعة في البورصة المصرية كيف يلعب القطاع دورًا محوريًا في تنويع محافظ المستثمرين وتقليل المخاطر المرتبطة بالتوترات الدولية.
يعزز هذا الدور حرص الدولة على تطوير المدن الجديدة والمشروعات السكنية، مما يجعل قطاع العقارات نقطة جذب رئيسية في ظل حالة عدم الاستقرار العالمية.
أفادت تقارير عالمية بأن الأفراد من أصحاب الثروات الكبيرة واصلوا توجيه استثماراتهم نحو العقارات الراقية، ليس فقط في العواصم المالية الكبرى، بل أيضًا في المدن الثانوية والمواقع السياحية المميزة، حيث بات الطلب يتزايد على المناطق التي توفر الخصوصية والطبيعة والمساحات المفتوحة.
سجلت وجهات مثل الريفييرا الفرنسية وساحل أمالفي وجنوب شرق آسيا ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على العقارات الفاخرة، وسط تحول في تفضيلات المشترين نحو الهدوء والمجتمعات المستدامة.
شوف كمان: ضربات في قلب الغاز.. حقل بوشهر وبارس الجنوبي تحت وطأة الاحتلال
في الوقت نفسه، تغيّرت التركيبة الديموغرافية للمستثمرين العقاريين، مع دخول جيل الألفية وجيل “إكس” بقوة إلى السوق، حيث يميل هؤلاء إلى اختيار منازل ذات تصميم عصري ومرافق صحية متقدمة، بينما أصبحت النساء، خاصة في أوروبا وأميركا الشمالية، طرفًا مؤثرًا في قرارات الشراء ضمن هذا القطاع.