أثارت الضربات الأميركية الأخيرة على مواقع نووية إيرانية موجة ارتباك سياسي داخل طهران، وسط تصاعد الجدل حول دور المرشد الأعلى علي خامنئي في مستقبل البلاد، وتزايد الحديث خلف الكواليس عن مرحلة ما بعده، سواء بشكل طبيعي أو عبر تهميشه السياسي.

من نفس التصنيف: إيران تهدد بضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ومواقع تمركزها
المرشد الأعلى علي خامنئي.
تحركات خلف الكواليس وخطط لمرحلة بدون خامنئي
وفقًا لما نقلته مجلة ذا أتلانتك الأميركية عن مصادر مطلعة، بدأت منذ أيام ما قبل القصف الأميركي تحركات غير معلنة يقودها رجال أعمال وشخصيات سياسية وأمنية إيرانية، إلى جانب أقارب لبعض رجال الدين، بهدف وضع تصور لقيادة انتقالية في حال غياب المرشد الأعلى.
وبحسب المصادر، تقوم الخطة على تشكيل لجنة من كبار المسؤولين تتولى إدارة البلاد مؤقتًا، وفتح باب التفاوض مع الولايات المتحدة لوقف الهجمات، في وقتٍ تُستبعد فيه إمكانية عزل خامنئي دستوريًا عبر مجلس الخبراء في ظل الظروف الحالية.
ورغم أن الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني لم يكن طرفًا مباشرًا في هذه النقاشات، فإن اسمه يُطرح داخل تلك الدوائر كمرشح محتمل للعب دور قيادي في المرحلة المقبلة.
المرشد الأعلى علي خامنئي.
قوى داخل النظام تميل للتفاوض… وأخرى تدفع نحو الرد
المصادر نفسها كشفت عن انقسام واضح بين تيارين داخل المؤسسة الحاكمة، حيث يرى الأول أن استمرار الصدام مع واشنطن يهدد بقاء الدولة، ويؤيد التوصل إلى تسوية حتى لو تطلّب الأمر إزاحة خامنئي فعليًا عن المشهد، أما التيار الثاني فيتمسك بخيار الرد المباشر، معتبرًا أن التهاون سيشجع مزيدًا من التصعيد الغربي.
كما قال مصطفى نجفي، خبير مقرب من الأجهزة الأمنية الإيرانية، إن الرد قادم لا محالة حتى لو اقتصر على نطاق زمني محدود، مرجحًا أن تغير طهران استراتيجيتها تجاه واشنطن بعد هذا القصف، وقد تدفع بحلفائها إلى التحرك.
الميليشيات مترددة… والأنظار تتجه نحو السلاح النووي
لكن رغم نبرة التصعيد، فإن خيارات إيران الميدانية تبدو محدودة، فحزب الله في لبنان يُبدي تحفظًا ملحوظًا، والميليشيات العراقية منشغلة بالحملات الانتخابية، ولا ترغب في الانجرار إلى نزاع خارجي قد يُحسب عليها داخليًا.
وبدأت أصوات داخل إيران تُطالب بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي والسير بشكل علني نحو التسلح النووي، معتبرين أن الرد الأمثل هو تغيير قواعد اللعبة بالكامل لا مجرد رد عسكري رمزي.
وبينما تتضارب الروايات حول حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت الإيرانية، يبقى الثابت أن هذه الضربات لم تستهدف فقط البرنامج النووي، بل فجّرت كذلك نقاشًا داخليًا حادًا حول مستقبل القيادة، وما إذا كان خامنئي لا يزال ممسكًا فعليًا بمفاتيح السلطة في طهران.
مقال مقترح: الرئيس الإندونيسي يؤكد استعداد بلاده للتطبيع مع إسرائيل بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية