يمثل مضيق هرمز الممر البحري الأهم لنقل النفط في العالم، حيث تمر عبره يومياً نحو 20 مليون برميل من النفط وكمية كبيرة من الغاز، فهل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز، وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟

ممكن يعجبك: كيفية إقناع نتنياهو لترامب بتوسيع الضربات على المواقع النووية الإيرانية
ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز؟
يعد مضيق هرمز أحد أهم شرايين النفط في العالم، فهو يربط الخليج العربي ببحر العرب، ويعبره حوالي 20 مليون برميل من النفط ومشتقاته يومياً، مما يمثل نحو خمس شحنات النفط العالمية، وبالتالي فإن محاولة إغلاقه سيكون لها تأثير كبير على أسواق الطاقة.
ووفقاً لما نشرته شبكة “سي إن بي سي”، فإن تعطيل تدفق النفط العالمي بالكامل عبر إغلاق هذا الممر البحري أمر غير مرجح، وقد يكون مستحيلاً من الناحية الفيزيائية.
إغلاق مضيق هرمز
ونقلت رئيسة شركة ترانسفيرسال كونسلتينج “إلين والد” قولها إنه “لا توجد فائدة صافية” تعود من عرقلة مرور النفط عبر مضيق هرمز، خاصة أن البنية التحتية النفطية الإيرانية لم تُستهدف بشكل مباشر، مضيفة أن أي عمل من هذا النوع قد يؤدي على الأرجح إلى انتقام إضافي.
وحذرت من أن أي ارتفاع كبير في أسعار النفط بسبب الإغلاق قد يثير رد فعل سلبي من أكبر مستهلك لنفط إيران، وهي الصين.
وأوضحت والد: “الصين لا تريد أن يتم تعطيل تدفق النفط من الخليج بأي شكل، كما أنها لا ترغب في ارتفاع أسعار النفط، لذا، فإنها ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية ضد إيران”.
شوف كمان: سموتريتش يرد على عقوبات بريطانيا خلال افتتاح مستوطنة جديدة
تعتبر الصين المستورد الأول للنفط الإيراني، وتشير التقارير إلى أنها تشتري أكثر من ثلاثة أرباع صادرات إيران النفطية، كما أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو أيضاً الشريك التجاري الأكبر لإيران.
غلق مضيق هرمز
غلق مضيق هرمز بلاء أم مكسب لإيران
بين الشريك الإداري في إنرجي آوتلوك أدفايزرز، أنس الحجي، أن: “أصدقاؤهم سيتضررون أكثر من أعدائهم، لذا من الصعب جداً تصور حدوث ذلك”، مضيفاً أن تعطيل هذا الممر البحري قد يكون بلاءً على طهران أكثر من كونه مكسباً، نظراً لأن معظم السلع الاستهلاكية اليومية لإيران تمر عبر هذا الطريق.
ويرى الحجي: “دعونا نكون واقعيين بشأن مضيق هرمز، أولاً، معظم المضيق يقع في عُمان، وليس في إيران، ثانياً، هو واسع بما يكفي بحيث لا تستطيع إيران إغلاقه”.
وبالمثل، أشارت والد من شركة ترانسفيرسال كونسلتينج إلى أنه رغم أن العديد من السفن تمر عبر المياه الإيرانية، إلا أن السفن يمكنها استخدام طرق بديلة عبر الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
من جانب آخر، يرى مدير أبحاث السلع المعدنية والطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دهار، أن “أي حصار لمضيق هرمز سيكون خياراً أخيراً لإيران، ومن المحتمل أن يكون مشروطاً بمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران”.
ورغم أن إغلاق المضيق لا يزال احتمالاً بعيداً جداً، إلا أن تصاعد الصراع دفع البعض للتفكير في هذا السيناريو، ولو كاحتمال ضعيف.
بدورها، تقول رئيسة تحليلات الشرق الأوسط وتحالف أوبك+ في شركة كبلر، أمينة بكر، إن “إغلاق المضيق سيناريو متطرف، رغم أننا في وضع متطرف”، وتابعت: “لهذا السبب لا أستبعد هذا الخيار تماماً، علينا أن نأخذه في الاعتبار”.