مينا مسعود بين نجاح شباك التذاكر العالمي والمصري وتأثيره الفني

بعد أن تألق في سماء هوليوود، عاد النجم الكندي من أصل مصري إلى وطنه آملاً في تقديم تجربة سينمائية مميزة في بلده الأم مصر، إلا أن المقارنة بين نجاحاته العالمية، مثل بطولة فيلم “علاء الدين” مع ديزني، وتجربته الأولى في مصر من خلال فيلم “في عز الضهر”، تكشف عن تباين هائل بين عالمين؛ أحدهما يمتلك أدوات صناعة ضخمة، والآخر لا يزال يسعى للتطور.

مينا مسعود بين نجاح شباك التذاكر العالمي والمصري وتأثيره الفني
مينا مسعود بين نجاح شباك التذاكر العالمي والمصري وتأثيره الفني

فيلم علاء الدين انطلاقة للفنان مينا مسعود

انطلقت مسيرة مينا الكبرى عندما لعب دور البطولة في الفيلم الغنائي الخيالي “Aladdin” (2019)، الذي أنتجته شركة ديزني، حيث جسّد شخصية “علاء الدين” إلى جانب النجم العالمي ويل سميث، وقد تمكن مينا من جذب الأنظار بأدائه التمثيلي والغنائي والراقص، وبلغت ميزانية الفيلم نحو 183 مليون دولار أمريكي، بينما تجاوزت إيراداته العالمية حاجز 1.054 مليار دولار، ليصبح واحدًا من أنجح أفلام عام 2019 تجاريًا.

رصيد مينا مسعود في هوليوود

على الرغم من أن “علاء الدين” لا يزال يمثل ذروة مجد الفنان مينا مسعود الفني، إلا أن رصيده في هوليوود يحتوي على عدة أفلام أخرى، جاءت إيراداتها متفاوتة، ومنها:
فيلم “Reprisal” الذي أنتج عام 2018
حيث شارك فيه مينا بدور مساعد إلى جانب بروس ويليس، وكان فيلم أكشن تقليديًا، وبلغت إيراداته العالمية قرابة 598 ألف دولار فقط، مما صنّفه ضمن الأعمال التجارية غير الناجحة.
فيلم “Run This Town” الذي أنتج عام 2020
وهو فيلم درامي سياسي يتناول كواليس الحياة الصحفية في كندا، شارك فيه بدور رئيسي، ولم يُعرض بشكل واسع، وبلغت إيراداته في شباك التذاكر الأمريكي حوالي 300 ألف دولار فقط، ليبقى في خانة الأفلام المستقلة محدودة التأثير.
فيلم “The Royal Treatment” الذي أنتج عام 2022
ويعتبر فيلم رومانسي خفيف من إنتاج Netflix، لم يُعرض في السينما بل عُرض مباشرة عبر منصة رقمية، ورغم عدم وجود أرقام رسمية لإيراداته، إلا أن نتفليكس أعلنت لاحقًا أنه تصدّر قائمة المشاهدات عالميًا لعدة أيام عند بداية عرضه، ليُعدّ من أنجح تجارب مينا على المنصات الرقمية.

مينا مسعود في التجربة المصرية

في عام 2025، قرر مينا مسعود خوض تجربته الأولى في السينما المصرية من خلال فيلم “في عز الضهر”، الذي أخرجه مرقس عادل، وشارك فيه عدد من النجوم مثل إيمان العاصي، محمود حجازي، شيرين رضا، ومحمد علي رزق، ورغم التوقعات العالية المحيطة بالفيلم، نظرًا لكونه أول ظهور لمينا في مصر، إلا أن الواقع جاء مختلفًا.

مينا مسعود بين إنتاجه المصري والعالمي

الفيلم، الذي ينتمي لنوعية الأكشن، لم يُحقق سوى نحو 3.5 مليون جنيه مصري فقط (ما يعادل تقريبًا 115 ألف دولار أمريكي)، وهو رقم متواضع جدًا مقارنة بإيرادات أفلامه العالمية، وحتى مقارنة بالأفلام المصرية المتوسطة.

لم تقتصر الأزمة على الإيرادات فقط، بل طالت المحتوى الفني، إذ تعرّض الفيلم لانتقادات بسبب ضعف السيناريو، وسطحية الحبكة، وسوء استغلال طاقات بطل عالمي يمتلك كاريزما واضحة، واعتبر كثير من النقاد أن التجربة لم تُقدم مينا بالشكل الذي يليق بتاريخه في الخارج، سواء من حيث الإخراج أو الإنتاج أو حتى الدعاية.

هذا الفارق الكبير بين تجربته في الخارج وتجربته في مصر، أعاد فتح النقاش حول قدرة السينما المصرية على استيعاب نجوم عالميين، ومدى حاجة السوق المحلي لتطوير أدواته، سواء على مستوى الإنتاج الفني، أو المعالجة الدرامية، أو منظومة التسويق.

في النهاية، تظل عودة مينا مسعود إلى السينما المصرية خطوة جريئة، لكنها لم تحقق النجاح المتوقع له ولجمهوره، ورغم الإحباط الذي شاب التجربة الأولى، فإن الباب لا يزال مفتوحًا أمام مينا مسعود ليخوض تجارب محلية أكثر نضجًا وقوة، بشرط أن تُدار بمستوى احترافي يليق بنجم عابر للقارات.