فُجر صباح اليوم بوابة سجن إيفين الشهير في شمال طهران بانفجار ناتج عن ضربة جوية تُنسب إلى القوات الإسرائيلية، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في ظل التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، وتأتي هذه العملية عقب سلسلة من الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، حيث تركز إسرائيل على ملف المعتقلين السياسيين في هذا السجن المعروف بشدته.

مقال له علاقة: إيران تستهدف منزل نتنياهو مجددًا والجيش الإسرائيلي يتصدى
سجن إيفين.. رمز القمع السياسي في إيران
تأسس سجن إيفين عام 1972 خلال فترة الشاه، وكان يُستخدم لاعتقال السجناء السياسيين بواسطة جهاز الاستخبارات السري “سرايا سافاك”، وبعد الثورة الإيرانية أصبح مركزًا رئيسيًا لاحتجاز المعارضين السياسيين، والنشطاء، والصحفيين، وحتى المعتقلين ذوي الجنسيات المزدوجة.
مقال له علاقة: ترامب يوقع 4 أوامر تنفيذية لتعجيل بناء المفاعلات النووية في إطار النهضة النووية
وثقت تقارير حقوقية عديدة أساليب القمع الوحشية التي يتعرض لها المحتجزون في إيفين، والتي تشمل التعذيب النفسي والجسدي، والحبس الانفرادي لفترات طويلة، والحرمان من الرعاية الصحية والزيارات، مما يجعل من السجن رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان داخل إيران.
هذا الانفجار يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، ويزيد من القلق الدولي حول مصير المعتقلين السياسيين في إيران، في ظل مطالب متزايدة بوقف الانتهاكات وضمان حقوق السجناء.
أبرز المعتقلين السياسيين داخل السجن
من بين الشخصيات البارزة المحتجزة حاليًا في إيفين:
• رضا خندان، ناشط حقوقي وزوج المحامية المعروفة نسرين ستوده، معتقل منذ ديسمبر 2024 ويعاني من ظروف اعتقال قاسية وأحكام انتقامية.
• مافاش سيدال، حاصلة على الدكتوراه في القانون الدولي، خضعت لإضراب متواصل احتجاجًا على حرمانها من العلاج الطبي الضروري.
• بخششان عزيزي، معتقلة في جناح النساء منذ أغسطس 2023، واجهت الحبس الانفرادي والتعذيب الجسدي وإجراءات قانونية جائرة.
• سعید شیرزاد، ناشط حقوقي معتقل منذ 2014، معروف بإضراباته الطويلة عن الطعام، يُحتجز في ظروف تفاقم أزمته الصحية.
يُعتقد أن عدد السجناء في إيفين من هذه الفئة يفوق العشرات، بينهم جنسيات أجنبية تستخدمها الدولة الإيرانية كورقة تفاوضية.
الشروط المعيشية… من الحبس الانفرادي للتعذيب حتى المرضى المهملون
تقع أقسام السجن في مناطق جبلية حالكة، تتضمن زنازين مزدحمة تصل إلى 20 سجيناً في زنزانة واحدة، بلا تهوية أو خصوصية، وغالبًا بدون أغطية مناسبة أو مياه نظيفة.
السجناء السياسيون يواجهون التعذيب النفسي والجسدي، مثل الصدمات الكهربائية والعزل الطويل، والتفتيش المضني لساعات متواصلة تحت ظروف قاسية.
كما يعاني السجناء من نقص في الرعاية الطبية، حيث تُهمل الحالات المزمنة، وتُمنع الزيارات، وتكون الأدوية متعسفة، مما يعرض حياتهم للخطر كما في حالة مافاش سيدال.
الدلالة وراء الضربة: رسالة داخلية وخارجية
استهداف بوابة السجن قد لا يحمل بعدًا تكتيكيًا للتحرير، لكنه يحمل رسالة إسرائيلية واضحة: هذه المواقع ليست حصينة كما يعتقد النظام، وهي محاولة لتحفيز المعارضة الداخلية كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي.
من الجانب الإيراني، أفادت وسائل الإعلام الحكومية بأن الحادث تحت السيطرة، بينما يُحذر أهالي المعتقلين من خطر فقدان أحبائهم، واستنجدوا بالدول الغربية للدفاع عنهم.
كيف سيؤثر الهجوم على ملف حقوق الإنسان والمفاوضات؟
• داخليًا: قد يشجع هذا الهجوم المعارضة الإيرانية على النضال، لكنه قد يأتي برد قوي من السلطات باعتقالات واسعة وإجراءات أكثر تشددًا.
• دوليًا: يوفر الدعم والسيطرة مقاومة للضغط على إيران، لكنه يكشف فساد النظام ويزيد الدعوات لإجراء إصلاحات خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح السجناء السياسيين.
• حقوقيًا: يُعيد سجن إيفين إلى الواجهة كرمز للتعذيب السياسي، ويمنح منظمات حقوق الإنسان دفعة جديدة لمطالبة المجتمع الدولي بوقف هذه الممارسات وتحقيق الشفافية.
في نهاية المطاف، يجد السجن نفسه في قلب جدل جديد: هل يكون هدفًا للعدالة أم نقطة ضعف تعيد رسم موازين القوى داخل إيران؟ ومع اشتعال التوتر بين واشنطن وتل أبيب وطهران، يظل مصير معتقلي إيفين يواجه الأسوأ ما لم يتحرك المجتمع الدولي ويضغط من أجل إطلاق سراحهم وتحسين ظروف احتجازهم.