أعلنت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من خلال قطاع الإنتاج الوثائقي التابع لها، عن بدء العمل على إنتاج فيلم وثائقي جديد يحمل عنوان “”، من المقرر عرضه قريبًا عبر شاشة قناة “الوثائقية”، وذلك بالتزامن مع ذكرى رحيله الثلاثين، في خطوة تأتي ضمن جهود الشركة لتوثيق سِيَر وأعمال رموز الفن المصري، وتسليط الضوء على شخصيات كان لها بالغ الأثر في تشكيل الوجدان الثقافي والسينمائي للمجتمع المصري والعربي.

مواضيع مشابهة: عمرو دياب يحتفل بإطلاق مشروعه الثاني في مجال الفنادق بالقاهرة الجديدة
تفاصيل وثائقي عاطف الطيب
ويركز الفيلم على تقديم رؤية شاملة ومتعمقة لمسيرة المخرج الكبير عاطف الطيب، أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بمفهوم “السينما الواقعية” في مصر خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ويُعد هذا الفيلم محاولة لإعادة قراءة حياته وأعماله، في إطار سردي يتتبع رحلته منذ النشأة وحتى رحيله، مع التوقف عند المحطات المفصلية التي أسهمت في تشكيل وعيه الفني والاجتماعي.
ويبدأ الفيلم بمرحلة الطفولة والنشأة الأولى لـ عاطف الطيب، في كنف عائلة بسيطة، حيث نشأ في بيئة شعبية متواضعة أثّرت بشكل مباشر في نظرته إلى الواقع المصري، وخلقت داخله حالة من الحساسية تجاه قضايا الإنسان العادي، وهو ما انعكس لاحقًا في اختياراته الفنية ومواضيع أفلامه.
كما يرصد الفيلم محطات دراسته في المعهد العالي للسينما، الذي التحق به في ستينيات القرن العشرين، حيث كان ضمن جيل مهم من المخرجين الذين تأثروا بالمناخ الثقافي والفكري الذي شهدته مصر في تلك الفترة، ويُسلّط الوثائقي الضوء على بداياته العملية في السينما التسجيلية، وتحديدًا أثناء فترة حرب أكتوبر عام 1973، عندما شارك في توثيق مشاهد المعارك والبطولات على الجبهة، وهي تجربة شديدة التأثير في مسيرته، زادت من التزامه تجاه قضايا الوطن والمجتمع.
ممكن يعجبك: أخبار الفن: تفاصيل طلاق عبير صبري وموقف السقا من الزواج مرة أخرى
ويتناول الفيلم أيضًا عمله كمساعد مخرج إلى جانب اثنين من كبار رواد السينما المصرية، وهما المخرج العالمي يوسف شاهين، والمخرج شادي عبد السلام، حيث استفاد من هذه التجارب الثرية في تشكيل أدواته الإخراجية، وتطوير رؤيته الفنية.
التحول إلي السينما الروائية
ويُفرد الوثائقي الخاص بـ عاطف الطيب مساحة كبيرة للحديث عن التحول إلى السينما الروائية، التي بدأت فعليًا مع أول أفلامه الروائية الطويلة “الغيرة القاتلة” عام 1982، الذي تبعه بسلسلة من الأعمال المؤثرة التي كرّسته كواحد من أبرز صُنّاع السينما في مصر، منها: فيلم “سواق الأتوبيس” (1983) الذي تناول فيه أزمة الكرامة والبطولة الصامتة للمواطن العادي، فيلم “الهروب” (1991) الذي قدّم فيه مأساة رجل مطارد بسبب الظلم الاجتماعي، فيلم “البريء” (1986)، العمل الأشهر الذي عكس قلق السلطة من وعي المواطن، فيلم “ليلة ساخنة” (1995)، الذي توغل فيه داخل عوالم الليل والمهمشين، فيلم “جبر الخواطر”، الذي كان آخر أفلامه، ورحل قبل أن يشاهده يُعرض على الشاشة
ويعرض الفيلم كيف أن أعمال عاطف الطيب لم تكن مجرّد إنتاجات سينمائية، بل كانت بمثابة وثائق اجتماعية وثّقت لحالة مصر في فترات متقلبة، ونجحت في أن تنحاز دائمًا للإنسان البسيط، وهو ما منحه مكانة استثنائية في تاريخ السينما المصرية والعربية.