يعيش النادي في هذه الأيام لحظات مفصلية وحاسمة، مع اقتراب إسدال الستار على مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025، هذه البطولة التي كانت تحمل آمالاً عريضة لجماهير “المارد الأحمر” لتحقيق إنجاز عالمي جديد، تتحول الآن إلى نقطة تحول حاسمة، ليس فقط في مسار الفريق التنافسي على أرض الملعب، بل في مصير عدد من نجومه البارزين الذين قد يودعون القلعة الحمراء إلى غير رجعة.

مقال له علاقة: ناقد: تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا يهدف لتأخير انتقال زيزو للأهلي
مع تعقد موقف الفريق في دور المجموعات، حيث بات شبح الخروج يطارده بقوة بعد التعادل مع إنتر ميامي الأمريكي والخسارة أمام بالميراس البرازيلي، تتصاعد الأنباء المتداولة بقوة عن موجة رحيل مرتقبة، هذه الموجة التي ستطال نخبة من اللاعبين المخضرمين والشباب، تُعلن بذلك بداية مرحلة جديدة في تاريخ النادي العريق، الذي لطالما كان رمزاً للاستقرار والتخطيط الاستراتيجي.
الأهلي في مواجهة تحدي إعادة الهيكلة:
يواجه الأهلي اليوم تحدياً غير مسبوق يتمثل في إعادة هيكلة صفوفه بشكل جذري، وذلك وسط ضغوط المنافسات الدولية والمحلية المستمرة، قرارات الإدارة التي يتوقع أن تجمع بين الحسم والتروي تعكس رؤية واضحة تهدف إلى الحفاظ على التوازن بين المتطلبات الحالية للفريق والطموحات المستقبلية، فبينما يستعد الفريق لخوض مباراته الأخيرة والمصيرية في المونديال، تتجه الأنظار نحو مصير اللاعبين الذين قد يودعون القلعة الحمراء لأسباب متعددة، سواء بنهاية عقودهم، أو بانتهاء فترة إعاراتهم، أو برغبتهم في خوض تجارب جديدة، أو حتى بحثاً عن فرص أكبر للمشاركة المنتظمة في المباريات، هذه اللحظة ليست مجرد نقطة عبور عابرة، بل هي لحظة تأمل وتجديد، حيث يسعى الأهلي لإعادة صياغة هويته التنافسية وبناء فريق قادر على مواجهة تحديات المستقبل بفاعلية أكبر، مع اقتراب موعد انتهاء البطولة في 13 يوليو 2025، تتكشف تفاصيل رحلة الرحيل المرتقبة التي ستترك بصماتها على مسار النادي وجماهيره، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول التشكيلة المستقبلية للمارد الأحمر.
تفاصيل موجة الرحيل المرتقبة:
تتعدد الأسباب التي قد تدفع هؤلاء اللاعبين للرحيل، وتنقسم بين نهاية عقود أو إعارات، ورغبات شخصية، أو قرارات فنية من الإدارة.
انتهاء إعارة ثنائي الفريق:
مع قرب ختام كأس العالم للأندية 2025، يستعد النادي الأهلي لتوديع ثنائي الفريق حمدي فتحي ويحيى عطية الله، فقد انضم حمدي فتحي من نادي الوكرة القطري على سبيل الإعارة خصيصًا للمشاركة في المونديال، ولم يتم تفعيل أي بند لتثبيت عقده أو تحويل الإعارة إلى انتقال دائم، أما المدافع المغربي يحيى عطية الله، فرغم الأنباء التي كانت تتردد عن إمكانية شرائه، إلا أن النادي لم يفعل بند الشراء في عقده، مما يعني عودته إلى ناديه الأصلي (سوتشي الروسي) بعد انتهاء البطولة، ورغم أن عطية الله نفسه قد عبر عن رغبته في البقاء مع الأهلي في تصريحات تلفزيونية سابقة، مشيداً بنظامية النادي ودعم جماهيره الهائل، إلا أن مصيره يبقى مرهوناً بالقرارات الإدارية التي قد تفضل عدم تثبيت العقد
حسين الشحات يبحث عن وجهة جديدة:
في تطور لافت ومفاجئ بعض الشيء، أبدى الجناح الدولي حسين الشحات رغبته في الرحيل عن الأهلي عقب انتهاء المونديال، الشحات الذي يُعد من الركائز الأساسية للفريق خلال السنوات الأخيرة، أعلن نيته البحث عن تجربة جديدة بعيداً عن الضغوط المتزايدة، مؤكداً في تصريحات تلفزيونية: “سأمنح نفسي وقتًا للتفكير في مستقبلي بعد البطولة، أبحث عن نادٍ يمنحني راحة نفسية، لكنني لن ألعب لأي فريق مصري آخر غير الأهلي”، هذا التصريح أثار جدلاً واسعاً بين الجماهير، خاصةً وأن الشحات كان يُنظر إليه كأحد أعمدة الفريق الرئيسية
جلسة حاسمة لمحمد سمير:
من المقرر أن يعقد وكيل اللاعب الشاب محمد سمير جلسة مع محمد يوسف، المدير الرياضي للأهلي، بعد انتهاء المونديال، لمناقشة مستقبل موكله، وتشير التوقعات إلى أن اللاعب قد يغادر القلعة الحمراء على سبيل الإعارة إلى نادٍ آخر، بحثاً عن فرصة أكبر للمشاركة واكتساب الخبرة، خاصة في ظل المنافسة الشرسة داخل صفوف الفريق التي تحد من فرصه في الظهور بانتظام
مواضيع مشابهة: عضو لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم يتوفى
عمر الساعي وخالد عبد الفتاح يسعيان للإعارة:
يخطط الشاب عمر الساعي للرحيل عن الأهلي على سبيل الإعارة، وذلك لعدم حصوله على فرصة مشاركة منتظمة تحت قيادة المدرب خوسيه ريبيرو، وفي المقابل، يرحب المدافع خالد عبد الفتاح أيضاً بخيار الإعارة، حيث تلقى بالفعل عروضاً من أندية سموحة، المقاولون العرب، ووادي دجلة، هذه الخطوة تهدف إلى منح اللاعبين فرصة لتطوير مهاراتهم واكتساب خبرة تنافسية أكبر قد تعود بالنفع على النادي مستقبلاً
موقف غامض لكريم نيدفيد:
يبقى مصير لاعب الوسط كريم نيدفيد لغزاً محيراً، حيث تفكر إدارة الأهلي في بيعه نهائياً في حال تلقي عرض مالي مناسب، اللاعب الذي عانى من تذبذب في مستواه خلال الفترة الماضية بسبب الإصابات وتراجع المستوى، قد يكون على أعتاب تجربة جديدة خارج القلعة الحمراء، مما يثير تساؤلات حول قدرته على استعادة تألقه ومكانه في عالم كرة القدم
تأتي هذه التطورات في ظل موقف صعب للأهلي في دور المجموعات بكأس العالم للأندية، حيث يحتل المركز الأخير برصيد نقطة واحدة بعد التعادل مع إنتر ميامي والخسارة أمام بالميراس، ويستعد الفريق لمواجهة بورتو البرتغالي في الجولة الأخيرة، في مباراة قد تكون الأخيرة لعدد من اللاعبين بقميص “المارد الأحمر”، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التخطيط والبناء.