شارك الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، في الكلمة الافتتاحية للاجتماع الدولي الذي نظمته منظمة الصحة العالمية عبر تقنية الفيديو كونفرانس من مقرها بجنيف، حيث تم إطلاق الدليل الإرشادي العالمي بشأن آليات إعداد وتنفيذ الخطط الوطنية لمنع ومكافحة العدوى، وقد مثل الوزير وزراء الصحة للدول الأعضاء في المنظمة، تقديراً للدور الرائد الذي تضطلع به مصر في هذا المجال.

مقال له علاقة: قفزة نوعية في تصنيف مجلة هندسة عين شمس ضمن أفضل 6% عالمياً
ملف مكافحة العدوى
وأشار عبدالغفار إلى أن تطبيق آليات منع ومكافحة العدوى يشكل حجر الزاوية في توفير رعاية صحية آمنة وعالية الجودة، ويعتبر الخط الدفاعي الأول في مواجهة الجوائح والطوارئ الصحية العامة، وأكد أن مصر أولت ملف مكافحة العدوى أهمية استراتيجية ضمن جهودها لتطوير النظام الصحي الوطني.
منظومة متكاملة من التشريعات
وأوضح الوزير أن الدولة المصرية تبنت منظومة متكاملة من التشريعات والأطر التنظيمية الملزمة لتطبيق إجراءات مكافحة العدوى في جميع المنشآت الصحية سواء في القطاعين العام والخاص، وهو ما ساهم في ترسيخ ثقافة السلامة المهنية وتحقيق معايير جودة عالية في الخدمات الصحية.
كما أكد عبدالغفار أن مكافحة العدوى تحظى بدعم دولي واسع من تكتلات كبرى مثل مجموعة العشرين ومجموعة السبع، إلى جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمرات الوزارية العالمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، مشدداً على ضرورة تحويل هذا الدعم إلى التزامات وطنية فعلية عبر خطط عملية واضحة.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير استعرض خلال كلمته التجربة المصرية في تطوير نظام إلكتروني وطني لتتبع العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، ما أتاح اتخاذ إجراءات تصحيحية استنادًا إلى تحليل دقيق للبيانات.
وأشار إلى إطلاق مبادرة وطنية شاملة للحد من العدوى في وحدات الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة، ضمن إطار “المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية ” بداية جديدة لبناء الإنسان”، والتي تنسجم مع الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المعني بالحد من وفيات حديثي الولادة القابلة للوقاية.
وأكد المتحدث الرسمي أن الوزير دعا خلال الاجتماع إلى تعزيز التعاون الدولي والعمل الجماعي بين الدول، مشددًا على ضرورة اعتماد الدليل الإرشادي وخطة العمل العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية كخارطة طريق لتصميم وتنفيذ الخطط الوطنية، بما يضمن حماية كل من متلقي الخدمة ومقدميها من العدوى بحلول عام 2030.
وأضاف أن مصر تُصنف ضمن الفئة الأعلى (E) في تنفيذ برامج مكافحة العدوى، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024، وهو التصنيف الذي يعكس التطبيق الكامل لبرنامج مكافحة العدوى على المستويين الوطني والمنشآت الصحية، إلى جانب آليات التقييم الدوري، والتحديث المستمر للإرشادات بناءً على نتائج المتابعة.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أدرجت تجربة مصر في مجابهة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات كنموذج ناجح في دليلها الجديد، مستشهدة بمستوى التكامل المؤسسي والتنسيق بين الإدارات المعنية داخل وزارة الصحة والسكان، وهو ما يُجسد الأهمية التي توليها القيادة السياسية المصرية لجودة الخدمات الصحية وتحسين حياة المواطنين.
مقال مقترح: تنسيق الجامعات 2025 يشمل 75 رغبة في طوابع قبول الكليات والمعاهد | خاص
من جانبها، ثمنت الدكتورة بينيديتا إليجرانزي، الرئيس السابق لوحدة منع ومكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية بجنيف، ومديرة مكافحة الأمراض المعدية بمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، جهود مصر المتميزة في مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات، معتبرة أن ما تحقق يُعد خطوة كبيرة نحو رفع كفاءة المنظومة الصحية وتحسين جودة الحياة الصحية للمواطن.
شهد الاجتماع، الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مشاركة واسعة من مسؤولي الصحة بدول العالم، وممثلي برامج منع ومكافحة العدوى في المقر الرئيسي للمنظمة ومكاتبها الإقليمية والقُطرية، إضافة إلى نخبة من الخبراء العالميين من الجهات والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال الحيوي.