شهدت المنطقة تصعيدًا خطيرًا عقب الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، وذلك كخطوة رد فعل مباشرة على الضربات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، مما دفع دول الخليج ودول إقليمية أخرى إلى التعبير عن إدانات رسمية شديدة، وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق الصراع وتأثيراته السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة.

مواضيع مشابهة: إيران تستعد لشن أكبر هجوم صاروخي تاريخي على إسرائيل في ظل تصاعد التوترات
ردود فعل خليجية حازمة
وصف المسؤولون القطريون الهجوم بأنه انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقانون الدولي، مؤكدين أن منظومة الدفاعات الجوية القطرية تمكنت من اعتراض الصواريخ وتحييد خطرها، مع التأكيد على استمرار الجهود الدبلوماسية لخفض التوتر.
من جانبها، أدانت المملكة العربية السعودية الهجوم بأقوى العبارات، واعتبرته عدوانًا غير مقبول يتعارض مع مبادئ حسن الجوار وضرورة الحفاظ على الأمن الإقليمي.
أما الإمارات والكويت والبحرين، فقد أغلقت أجواءها أمام حركة الطيران العسكري، وأصدرت بيانات رسمية تدين الهجوم، وتطالب بوقف التصعيد فورًا، مشددة على أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس للحفاظ على السلام في المنطقة.
تضامن عربي وإدانات دولية
إلى جانب الموقف الخليجي، عبّرت كل من الأردن ولبنان عن تضامنهما مع قطر، داعيتين جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وفتح قنوات الحوار لتفادي الانزلاق نحو أزمة أوسع.
دوليًا، أعربت فرنسا عن قلقها البالغ من تصاعد العنف، وناشدت بضرورة خفض حدة التوتر تحت شعار “يجب أن تنتهي دوامة الفوضى”، في إشارة إلى خطورة استمرار التصعيد.
كما أكدت روسيا على ضرورة الحذر الشديد، محذرة من أن امتداد التصعيد قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين.
السياق الإقليمي والخطوات القادمة
الهجوم الإيراني جاء كرد واضح على الضربات الأمريكية لثلاث منشآت نووية إيرانية، مما يشير إلى تصعيد جديد قد يمتد إلى مواجهة أوسع، حيث أعلنت الدول الخليجية عن إغلاق أجوائها تحسبًا لأي تصعيد إضافي، ودعت إلى العودة للطاولة الدبلوماسية.
معلومات عن قاعدة العديد
وتعتبر قاعدة العديد مقرًا رئيسيًا للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، حيث تضم كلًا من (القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية – الجناح الجوي الاستكشافي 379 – مجموعة الاستطلاع الجوي 83 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني)
ممكن يعجبك: انسحاب تدريجي من غزة وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية بعد الهجوم الجوي على إيران
تاريخ قاعدة العديد
وبدأت ملامح التعاون العسكري بين قطر وأمريكا خلال عملية عاصفة الصحراء عام 1991، حيث وقّع الثنائي اتفاقية تعاون دفاعي تم تطويرها لاحقًا، وأنشأت قطر قاعدة العديد الجوية بتمويل تجاوز مليار دولار في عام 1996، وشهدت القاعدة أول استخدام أمريكي لها في سبتمبر 2001 خلال العمليات في أفغانستان، بينما جاء الاعتراف الرسمي بها في مارس 2002 أثناء زيارة ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي وقتها، للمنطقة.
ومع بدء الغزو الأمريكي للعراق في أبريل 2003، أعلنت واشنطن عن نقل مركز عملياتها الجوية في الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان بالمملكة العربية السعودية إلى قاعدة العديد، لما توفره من موقع استراتيجي وأمان لتمركز القوات.