في خطوة تعكس عمق التعاون بين المؤسسات الدينية المصرية، قام اليوم رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، بزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مقر مشيخة الأزهر، حيث قدم له الشكر والتقدير على دعمه المستمر لمؤتمر “رحلة تعلم” الذي تنظمه الكنيسة، بالإضافة إلى دعم جهود الحوار والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين في مصر.

من نفس التصنيف: إزالة 654 حالة في الموجة 26 لإزالة التعديات على أملاك الدولة ببني سويف
وشهد اللقاء حضور المطران الدكتور منير حنا، رئيس الأساقفة الشرفي للكنيسة الأسقفية ومدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، وكذلك القس الدكتور ماثيو أندريسون، المسؤول عن البرنامج المشترك بين الكنيسة والأسقفية في مجالات الحوار والبحث والتدريب.
تعزيز ثقافة التفاهم والعيش المشترك
وأعرب رئيس الأساقفة سامي فوزي عن تقديره العميق للدعم الذي يقدمه فضيلة الإمام الأكبر للمؤتمر، الذي يُعتبر منصة مهمة لتعزيز ثقافة التفاهم والعيش المشترك بين مختلف أطياف المجتمع المصري، وأكد أن دعم الأزهر يعكس روح التسامح والاعتدال التي تتميز بها المؤسسة الدينية العريقة، والتي تشكل نموذجًا عالميًا في مجال السلام والتعايش.
كما أكد رئيس الأساقفة أن مؤتمر “رحلة تعلم” شهد هذا العام مشاركة واسعة من القيادات الدينية والشخصيات العامة، مما يدل على الاهتمام المتزايد بقضايا الحوار والتقارب بين الأديان، والتي تُسهم في ترسيخ السلام الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة.
قيم الرحمة والمحبة وخدمة الإنسان
من جانبه، رحب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بالوفد الكنسي، مشددًا على أن الديانات السماوية تتوحد حول قيم الرحمة والمحبة وخدمة الإنسان، وأشار إلى أن الحوار بين الأديان ليس خيارًا بل ضرورة حضارية لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية المعاصرة، وأبرزها التطرف الديني والانقسام المجتمعي.
ممكن يعجبك: القومية للأنفاق تحتفل بمرور 1000 يوم على تشغيل قطار العاصمة LRT
وشدد الإمام الأكبر على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات، مؤكداً أن المجتمع المصري بحاجة ماسة إلى خطاب ديني مشترك يعزز قيم السلام والتسامح، ويصون الوحدة الوطنية من محاولات التشويه والتفرقة.
مهارات الحوار واحترام التعددية
يُذكر أن مؤتمر “رحلة تعلم” هو ثمرة جهود مشتركة بين الكنيسة الأسقفية والأزهر الشريف، ويضم ورش عمل وندوات تهدف إلى تدريب القادة الدينيين والشباب على مهارات الحوار واحترام التعددية، ويسعى إلى بناء جسر من التفاهم بين مختلف المكونات الدينية في مصر.
تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسات الدينية المصرية لتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة الفكر المتطرف، في وقت تتطلب فيه الظروف الإقليمية والدولية تضافر الجهود لبناء مستقبل قائم على الاحترام المتبادل والسلام.