في الساعات الأخيرة التي سبقت دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، تجددت التوترات بشكل ملحوظ، حيث أطلقت طهران سلسلة من الهجمات الصاروخية على مواقع إسرائيلية حساسة، مما أعاد خلط الأوراق على الأرض وترك علامات استفهام حول مدى التزام الطرفين بوقف التصعيد.

مقال مقترح: تحركات غامضة قرب مفاعل “فوردو” رصدتها الأقمار الصناعية قبل الضربة بساعات
موجات متتالية تضرب العمق الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران نفذت ست موجات من القصف الصاروخي المتتالي على عدة مناطق داخل إسرائيل، بما في ذلك القدس، تل أبيب، حيفا، وبئر السبع، وأسفرت إحدى الضربات عن دمار كبير في أحياء سكنية ببئر السبع، وسُجلت إصابات مباشرة أودت بحياة سبعة أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
وأشار البيان العسكري إلى أن منظومات الدفاع الجوي حاولت التصدي لهذه الموجات، لكن بعض الصواريخ نجحت في تجاوز منظومة القبة الحديدية، مما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار وتحذيرات واسعة لسكان المدن الإسرائيلية للبقاء داخل الملاجئ.
خلاف في التصريحات بشأن الهدنة
جاءت الضربات الإيرانية قبل دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، بينما أكدت واشنطن أن وقف العمليات بات وشيكًا، وأشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أنه حتى تلك اللحظة لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي، لكنه أكد أن بلاده لن تستمر في العمليات ما لم تواصل إسرائيل اعتداءاتها.
ساعات عصيبة قبل الصمت
بحسب المسؤولين الإيرانيين، استمرت العمليات حتى اللحظات الأخيرة من المهلة الأميركية، في وقت كان فيه الترقب سيد الموقف، وتزامن ذلك مع إعلان وكالة الأنباء الإيرانية أن الجولة الأخيرة من الصواريخ أُطلقت قبل بدء سريان الاتفاق، مما يشير إلى سعي طهران لتثبيت معادلة الرد بالرد قبل وقف التصعيد.
موجة التصعيد الأعنف منذ بدء الحرب
يُذكر أن التصعيد الحالي بدأ في 13 يونيو حين شنت إسرائيل هجمات موسعة على مواقع إيرانية استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية، وأسفرت عن مقتل قادة بارزين وعلماء نوويين، وردّت طهران بهجمات مكثفة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة التي طالت الداخل الإسرائيلي ومواقع أميركية في العراق وقطر.
وفي إطار دعم إسرائيل، شنت الولايات المتحدة ضربات خاطفة استهدفت منشآت نووية استراتيجية في نطنز وفوردو وأصفهان، وهو ما اعتبرته طهران تجاوزًا خطيرًا وخروجًا عن قواعد الاشتباك التقليدية.
مقال مقترح: مستوطنون إسرائيليون يحيطون بتجمع فلسطيني شمال الأغوار وسط استمرار أعمال العنف
ما بعد التصعيد… تساؤلات مفتوحة
الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ فجراً تثير تساؤلات حول مدى صمودها في ظل هذا المستوى من التصعيد، وفي ضوء التصريحات المتضاربة بين الأطراف، بينما تتجه الأنظار إلى تطورات الساعات المقبلة، حيث لا تزال المنطقة على صفيح ساخن، وأي خرق جديد قد يعيد إشعال شرارة حرب لم تنطفئ تمامًا.