البابا تواضروس الثاني يقدم تعازيه لبطريرك أنطاكية في ضحايا الهجوم الإرهابي

أجرى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اتصالًا هاتفيًّا مع غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، للتعزية في ضحايا الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف كنيسة مار إيلياس بحي القصاع في العاصمة السورية دمشق، والذي أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والمصابين
.

البابا تواضروس الثاني يقدم تعازيه لبطريرك أنطاكية في ضحايا الهجوم الإرهابي
البابا تواضروس الثاني يقدم تعازيه لبطريرك أنطاكية في ضحايا الهجوم الإرهابي

وعبّر قداسة البابا تواضروس، خلال الاتصال، عن بالغ الحزن والأسى الذي انتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جراء هذا العمل الدموي، مؤكدًا تضامن الكنيسة ومجمعها المقدس مع الكنيسة الأنطاكية الشقيقة في هذه المحنة الأليمة، وأشار قداسته إلى أن هذا الهجوم لا يستهدف فقط الأبرياء، بل يهدد قيم التسامح والتعايش التي عُرفت بها كنائس المشرق منذ قرون.

وأعرب قداسته عن التعازي القلبية لأسر الشهداء والمصابين، سائلًا الله أن يمنحهم العزاء والرجاء، وأن يشفي المصابين ويمنح سوريا السلام والاستقرار، وأكد على إدانة الكنيسة القبطية القاطعة لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي لا تمت للإنسانية أو الدين بصلة، مشددًا على أهمية توحيد الجهود الدولية لوقف موجات العنف التي تعصف بعدد من دول المنطقة.

وقال البابا تواضروس في حديثه للبطريرك يوحنا العاشر: “قلوبنا معكم، ونصلّي أن يُعزّي الرب القلوب الجريحة، وأن يمنح بلادنا المشرقية الاستقرار بعد سنوات طويلة من الآلام والصراعات”

يأتي هذا الحادث المؤلم في وقت تمر فيه سوريا بعدد من التحديات الأمنية والإنسانية، حيث لا تزال بعض الجماعات المتطرفة تستهدف دور العبادة والمراكز الدينية في محاولة لضرب النسيج المجتمعي والوطني السوري، رغم التقدم المحرز على المستوى الميداني والسياسي في السنوات الأخيرة
.

ويُذكر أن كنيسة مار إيلياس تُعد من أقدم الكنائس الأرثوذكسية في دمشق، وتتمتع بمكانة روحية وتاريخية عريقة، مما يجعل استهدافها بمثابة رسالة تحريضية واضحة ضد المسيحيين في سوريا.

وتلقى البطريرك يوحنا العاشر التعزية بامتنان بالغ، معبّرًا عن تقديره لموقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي يعكس عمق المحبة الأخوية بين الكنيستين، كما أشار إلى أن مثل هذه المواقف تعزز من وحدة الصف المسيحي وتبعث برسائل رجاء وثبات للمؤمنين في مواجهة المحن.

يُشار إلى أن العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس تُعد من أعمق وأقدم العلاقات الكنسية في المشرق العربي، وتستند إلى شراكة روحية وتاريخية ممتدة، وقد شهدت خلال السنوات الأخيرة تعاونًا وثيقًا في عدد من القضايا الإقليمية والدينية.

ويختتم هذا الاتصال الهاتفي بتأكيد البابا تواضروس أن صلوات الكنيسة القبطية مستمرة من أجل سوريا والمنطقة والعالم أجمع، حتى يعم السلام وتُرفع المعاناة عن كل متألم.