تشهد محافظة الغربية حاليًا طفرة ملحوظة في المشروعات السياحية الكبرى، التي تهدف إلى خلق فرص جديدة وتوفير وجهة سياحية جاذبة، مما يسهم في تنشيط الحركة التجارية بالمنطقة.

شوف كمان: تكليفات جديدة لوزير المالية بحضور الدكتور مصطفى مدبولي
تطوير شامل لمحيط مسجد السيد البدوي بطنطا
في قلب مدينة طنطا، أحد أهم المناطق السياحية بمحافظة الغربية وقبلة للزوار من مختلف أنحاء الجمهورية والعالم، يجري العمل على قدم وساق في المرحلة الثانية من تطوير محيط مسجد السيد البدوي، هذا المشروع يهدف إلى إحياء الطابع التراثي للمنطقة وتحويلها إلى مقصد سياحي مميز يعكس الهوية الثقافية والمعمارية لـ “عروس الدلتا”.
رؤية متكاملة لتعزيز الجذب السياحي
يُعتبر مسجد السيد البدوي من أهم المقاصد السياحية والدينية التي تستقبل سنويًا ما يقرب من 2 مليون زائر من داخل مصر وخارجها، وقد أشار محمد المنشاوي، أحد أهالي المنطقة، إلى أن الانتهاء من المرحلة الأولى من التطوير قد زاد من أعداد الزوار بشكل ملحوظ، حيث بات المسجد وممشاه السياحي وجهة مفضلة لالتقاط الصور التذكارية والاستمتاع بجمال المنطقة التي تم تطوير واجهات منازلها ومحلاتها على الطراز الإسلامي.
من جانبه، يتابع اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، بشكل يومي أعمال التطوير الشاملة التي تشمل محيط مسجد السيد البدوي، والمنطقة الأثرية بحارة الهنود، وسوق النحاسين، وأكد المحافظ على ضرورة الإسراع بمعدلات الإنجاز مع الحفاظ على جودة التنفيذ.
أهداف المشروع ومكوناته
يتضمن المشروع إزالة المظاهر العشوائية، تنظيم الأنشطة التجارية، ترميم واجهات المباني التراثية، ورفع كفاءة البنية التحتية، تهدف هذه الأعمال المتكاملة إلى توفير تجربة متميزة للمواطنين والزوار على حد سواء، مما يعزز مكانة طنطا كوجهة سياحية رئيسية.
مدينة طنطا
تُعد مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية في قلب دلتا النيل بمصر، من المدن المصرية الكبيرة التي تتميز بأهمية دينية وتجارية واقتصادية بالدرجة الأولى، بينما تبرز أهميتها السياحية والأثرية بشكل خاص حول معلمها الأبرز، مسجد سيدي أحمد البدوي.
الأهمية الدينية والسياحية
يُعتبر مسجد سيدي أحمد البدوي النقطة المحورية لجاذبية طنطا السياحية والدينية، يضم المسجد ضريح الإمام أحمد البدوي، أحد أبرز الأولياء الصالحين في العالم الإسلامي، والذي يحظى بمكانة خاصة في قلوب الملايين، يستقطب المسجد سنويًا ملايين الزوار والمريدين من مصر ومختلف الدول العربية والأفريقية، خاصة خلال فترة المولد النبوي الشريف ومولد السيد البدوي، حيث تتحول المدينة إلى قبلة للاحتفالات الدينية والتجارية الكبرى.
وقد شهد محيط المسجد في السنوات الأخيرة مشروعات تطوير شاملة تهدف إلى تحسين التجربة السياحية والجمالية للمنطقة، شملت هذه التطورات إعادة تصميم واجهات المنازل والمحلات على الطراز الإسلامي، وإنشاء ممشى سياحي جذاب، مما أضاف لمسة جمالية تعزز الطابع التراثي للمنطقة.
من نفس التصنيف: محافظ بني سويف يطمئن على جاهزية اللجان استعدادًا لامتحانات الإعدادية
الأهمية التجارية والاقتصادية
بعيدًا عن الجانب الديني، لطنطا أهمية تجارية واقتصادية كبيرة، تشتهر المدينة بأسواقها النشطة التي كانت تاريخيًا ملتقى للتجار من مختلف أنحاء الدلتا، ولا تزال مركزًا تجاريًا حيويًا حتى اليوم، كما تُعرف طنطا بصناعاتها المتنوعة، خاصة صناعة الحلوى، وتُعد “حلاوة المولد” التي تُنتج بكميات كبيرة خلال المواسم الدينية من أبرز منتجاتها التي تجذب الزوار.
الأهمية الأثرية والتراثية
على الرغم من أن طنطا لا تملك وفرة من الآثار الفرعونية والرومانية مثل مدن أخرى كالأقصر أو أسوان، إلا أنها تحتفظ ببعض الجيوب التراثية التي تعكس تاريخها الطويل، فبالإضافة إلى الطابع المعماري الإسلامي لمسجد السيد البدوي ومحيطه، توجد مناطق تاريخية مثل حارة الهنود وسوق النحاسين التي تعكس الحرف التقليدية وطبيعة الحياة القديمة في المدينة، هذه المناطق تخضع أيضًا لخطط ترميم وتطوير للحفاظ على هويتها الثقافية والتاريخية، تُعد طنطا مثالًا للمدن المصرية التي تعتمد بشكل كبير على السياحة الدينية والتراثية، مدعومة بنشاط تجاري واقتصادي كبير.