في إطار اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتعزيز الروابط الروحية والثقافية بين أبناء المهجر ووطنهم الأم، استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمقر البابوي بالقاهرة، وفدين من شباب وخدام كنائسنا القبطية في أمريكا وكندا، ضمن برنامج زيارات رعوية وخدمية يهدف إلى دعم الخدمة في المناطق الأكثر احتياجًا بمصر.

مواضيع مشابهة: افتتاح مشروع تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق من قبل وزيرة البيئة ومحافظ جنوب سيناء
ضم الوفد الأول مجموعة من شباب وخدام كنائس شيكاغو والمناطق الغربية الوسطى بالولايات المتحدة الأمريكية، برفقة القس يوأنس توفيق، في منتصف رحلتهم الخدمية إلى مصر، بينما مثّل الوفد الثاني مؤسسة القديس الأنبا موسى القبطية بكندا، ورافقه كل من القس يوسف إسكندر والقس ميخائيل أرمانيوس.
من نفس التصنيف: نجاح جراحة دقيقة لتثبيت كسر خُلعي بالزند وإصلاح أربطة الكوع في مستشفى الزقازيق
شارك الوفدان خلال زيارتهما في خدمات تعليمية وروحية وتوعوية داخل عدد من الإيبارشيات والمناطق التي تعاني من نقص الموارد، حيث قاموا بتنظيم لقاءات للشباب والأطفال، وورش تعليمية وتثقيفية، بالإضافة إلى المشاركة في أنشطة رعوية تخدم المجتمع المحلي.
أعرب قداسة البابا خلال اللقاء عن سعادته الكبيرة بحماس الشباب واندماجهم في خدمة وطنهم الأم، مشيدًا بروح المحبة والعطاء التي لمسها فيهم، والتي تعبر عن امتداد الروح القبطية الأصيلة رغم المسافات والسنين، كما حرص قداسته على الاستماع بانتباه إلى تجاربهم وانطباعاتهم الأولى عن مصر، لا سيما زياراتهم للأماكن التاريخية والمعالم الكنسية العريقة مثل دير الأنبا شنودة بسوهاج، والكنيسة المعلقة، والكاتدرائية بالعباسية.
قدّم خدام كنائس أمريكا فقرة ترانيم باللغة العربية، قاموا بتعلّمها خصيصًا للمشاركة في أسبوع الخدمة بمصر، كعربون محبة وتواصل مع الشعب المصري، واختتموا مشاركتهم بإهداء قداسة البابا لوحة فنية رسمها أحد أعضاء الفريق، تمثل أيقونة تصور الكنيسة كمركب نجاة وسط أمواج العالم.
من جانبهم، قدّم شباب كندا العديد من الأسئلة لقداسته، تمحورت حول التحديات التي تواجه الشباب القبطي في المهجر، والعلاقة بين الهوية الوطنية والكنسية، وكيفية مواجهة تيارات العلمنة والحفاظ على الإيمان وسط مجتمع متعدد الثقافات، وقد أجاب قداسة البابا على تساؤلاتهم بروح الأبوة والانفتاح، مشجّعًا إياهم على التمسك بإيمانهم، ومواصلة الخدمة بتواضع ومحبة.
وفي ختام اللقاء، أهدى البابا تواضروس الثاني للحاضرين هدايا تذكارية، إلى جانب جواز سفر رمزي من مكتب “HIGH” التابع للكنيسة، الذي أنشئ بقرار من المجمع المقدس في مارس 2024، بهدف تنظيم خدمات شباب المهجر في مصر، ويحمل اسمًا يرمز إلى العبارة الإنجليزية: Hands In God’s Hands (أي “أيدينا في يد الله”)
أكد قداسة البابا أن مثل هذه الزيارات لا تُقاس بطولها، بل بقيمة ما تتركه من أثر روحي وإنساني عميق، فهي تعيد ربط الشباب بجذورهم القبطية، وتفتح أمامهم بابًا جديدًا للفهم والخدمة والانتماء
.