“الكفيل المستثمر المصري” .. القصة الكاملة لشباب مصريين يواجهون تحديات الغربة في السعودية

بعيدًا عن دفء الوطن وطمعًا في حياة أفضل، يعيش آلاف الشباب في واقع مؤلم وحلم صعب المنال، وهو “لقمة العيش”، حياة كريمة ومستقبل مليء بأموال تغنيهم عن الدنيا وما فيها، تلك هي الوعود التي يعرضها الكفيل، ويعيش الشاب معه الحلم ويسعى لتحويله إلى حقيقة، غايةً منه في إدراك أساسيات الحياة، ويستيقظ الشاب على كابوس يزعجه ويطيح بأحلامه أرضًا، سواء لعدم التزام الكفيل بوعوده أو بسبب ظروف تمنعه من استمرار عقده.

“الكفيل المستثمر المصري” .. القصة الكاملة لشباب مصريين يواجهون تحديات الغربة في السعودية
“الكفيل المستثمر المصري” .. القصة الكاملة لشباب مصريين يواجهون تحديات الغربة في السعودية

معاناة حقيقية سردها عدد من الشباب المهاجرين إلى المملكة العربية السعودية، أعمارهم تتراوح بين العشرين والثلاثين، لا ينقصهم شيء إلا لقمة العيش والمكسب الحلال، عرض عدد من الشباب قصص غربتهم من خلال فيديو تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنهم يتعرضون للظلم من قبل الكفيل، حيث لم يحصلوا على فرصة عمل مناسبة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

هربًا من غلاء الأسعار وضيق الحال، توجه مجموعة من الشباب إلى الرياض بعقود موثقة مسبقًا، وتم الاتفاق على عملهم بشركة يديرها مستثمر مصري، حيث قام بإجبارهم على التوقيع على سندات، قيمة السند الواحد 10 آلاف ريال سعودي.

أُجبر هؤلاء الشباب على إجراءات نقل الكفالة، ومن ثم الانتقال من الرياض إلى مكة المكرمة، لكي يتمكنوا من ممارسة عملهم بشكل منتظم، ولكن لم يتم البت في أمرهم حتى الآن، ولم يصدر لهم تصريح قانوني وموثق للعمل بمكة المكرمة.

“عنف وبلطجة”، هذا ما تعرض له عدد من الشباب الذين وثقوا ما حدث لهم بالفيديو، مؤكدين أنهم لا يتقاضون أجرًا، ولم يتم تكليفهم بأي عمل، ومن يعترض منهم يتعرض للعنف والإيذاء اللفظي.

100 ريال كل 15 يومًا، هذا هو المبلغ الذي يتقاضاه الواحد منهم، وهو بالطبع لا يكفيهم لشراء أساسيات الحياة، تلك الواقعة لم ولن تكون الأخيرة، وطالب الشباب السفارة المصرية بالتدخل للبت في أمرهم ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم كاملة.

سبب مقطع فيديو متداول على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في موجة من الغضب والاستياء بين المصريين، حيث يظهر فيه كفيل سعودي وهو يوجه إهانات قاسية، وقد تضمن المقطع عبارة مسيئة وجهها الكفيل للعامل قائلًا: “روح عند أمك”، وفقًا للمعلومات المتداولة مع الفيديو، بدأت الأزمة عندما طلب من العامل المصري التوقيع على عقد عمل جديد مدته سنتان، إلا أن العامل رفض التوقيع على العقد المقترح

وعلى إثر هذا الرفض، قرر الكفيل طرد العامل من العمل، وتلا ذلك توجيه الإهانة اللفظية التي أثارت ردود فعل غاضبة.

المقطع يظهر الكفيل وهو يكرر عبارات الإهانة، بما في ذلك التهديد “همسح بكرامتك الأرض” و”روح عن أمك”، وقد لاقى هذا التصرف استنكارًا واسعًا من قبل النشطاء المصريين الذين طالبوا بمحاسبة الكفيل وضمان حقوق العامل، وفي تطور لاحق، أفادت أنباء أن الكفيل ذاته قد قام بالتوقيع مع 30 شابًا مصريًا آخرين في وقت سابق، وفي هذا السياق، أكدت مصادر أن القنصل المصري في الرياض ومكتب العمل تواصلوا مع هؤلاء الشباب لتقديم الدعم القانوني اللازم ومساعدتهم في استرجاع حقوقهم، في مؤشر على تدخل رسمي لمعالجة تداعيات هذا الأمر.

وتنتظر الأوساط المصرية والسعودية تفاصيل إضافية حول الإجراءات التي ستتخذها السلطات المعنية بشأن هذه الواقعة التي حركت المشاعر على المستويين الشعبي والرسمي.