متحف التحرير يبرز تابوت بطل حرب الاستنزاف ويقدم تعليق خبير عن الهكسوس

يحتفل المتحف بعرض قطعة أثرية فريدة بمناسبة عيد الجلاء الذي يوافق 18 يونيو من كل عام، وقد اختار المتحف تابوتًا بهيئة آدمية للملك كامس، وهو ابن الملك العظيم سقنن رع تاعا الثاني، الذي كان أحد ملوك الأسرة الـ 17 في الفترة ما بين 1555–1550 ق.م، حيث حكموا مصر من طيبة – الأقصر.

متحف التحرير يبرز تابوت بطل حرب الاستنزاف ويقدم تعليق خبير عن الهكسوس
متحف التحرير يبرز تابوت بطل حرب الاستنزاف ويقدم تعليق خبير عن الهكسوس

معركة التحرير

خاض كامس أولى معاركه لتحرير أرض مصر من الهكسوس، الذين استولوا على شمال البلاد، وتولى بعده أخوه أحمس مهمة طرد الهكسوس، وتمكن من إعادة توحيد مصر مجددًا، مؤسسًا الأسرة الثامنة عشر، والتابوت مصنوع من الخشب والكارتوناج، ويتميز بألوانه الرائعة، وقد تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري غرب الأقصر.

تصريحات خاصة

وفي تصريحات خاصة لمؤرخنا المعروف بسام الشماع، أكد أن المتحف المصري في التحرير يبعث روح الوطنية من خلال عرض قطع أثرية مميزة، حيث تم عرض لوحة أطلقنا عليها اسم «معركة الأفيال»، وهي معروفة تاريخيًا بمعركة رفح، التي تسجل انتصار مصر العظيم على السلوقيين، وتوقف زحفهم، كما تم عرض لوحة تاريخية تؤرخ لهذا اليوم 22 يونيو، الذي يعد يومًا مشهودًا في تاريخ العسكرية المصرية.

معركة الاستنزاف

اليوم، وفي 18 يونيو، يحتفل المتحف بذكرى جلاء آخر جندي بريطاني عن الأراضي المصرية في عام 1956م، وذلك نتيجة لاتفاقية الجلاء بين مصر وبريطانيا، حيث كان صمود الشعب المصري هو السبب الرئيسي وراء هذا الإنجاز.

تابوت الملك

واختتم الشماع حديثه بالقول إن تابوت الملك كامس يتميز بألوانه الزاهية، لكن عند فتحه لوحظ أن الجثمان كان في حالة تحلل، وقد يعود ذلك إلى عدم إتقان عملية التحنيط، وهذا قد يكون نتيجة الظروف الحربية التي كانت تمر بها البلاد، مما أثر على الحالة الفنية والتقنية في تلك الفترة.

من هم الهكسوس؟

الهكسوس هم مجموعة من الشعوب التي حكمت شمال مصر وحتى القوصية خلال فترة تعرف باسم الاضمحلال الثاني في التاريخ المصري القديم، والتي تعود تقريبًا إلى الفترة ما بين 1782-1570 قبل الميلاد، ويُطلق عليهم اسم “حكام الأراضي الأجنبية” باللغة المصرية القديمة: ḥqꜣ(w)-ḫꜣswt أو حكاو خاسوت.

أصول الهكسوس ودخولهم مصر

لم يتفق المؤرخون بشكل قاطع على أصل الهكسوس، لكن من المرجح أنهم كانوا خليطًا من شعوب غرب آسيا، ربما من أصول سامية مثل الكنعانيين والأموريين، دخل الهكسوس مصر بشكل تدريجي وليس عبر غزو مفاجئ، واستقروا في منطقة شرق الدلتا، وتحديدًا في مدينة أواريس (تل الضبعة حاليًا)، واستغلوا حالة الضعف وتفكك السلطة المركزية في مصر خلال نهاية الأسرة الـ 13، وتمكنوا من السيطرة على شمال ووسط مصر، وأسسوا الأسرة الـ 15، حيث حكموا فترة تتراوح ما بين 100 إلى 150 عامًا.

أبرز سمات حكم الهكسوس وتأثيرهم

كان للهكسوس تأثيرات سياسية وعسكرية وثقافية على مصر:

  • في الجانب العسكري، يُنسب للهكسوس إدخال عناصر عسكرية جديدة إلى مصر، أهمها العربة الحربية التي تجرها الخيول، والتي شكلت ثورة في الحروب المصرية، كما استخدموا دروعًا وأسلحة لم تكن معروفة للمصريين.
  • أما في الجانب الإداري والثقافي، فقد تبنى الهكسوس العديد من العادات والأزياء المصرية، ودمجوا آلهتهم مثل الإله الكنعاني “بعل” مع المعتقدات المصرية، كما وضعوا المصريين في مناصب هامة في إدارتهم.
  • عاصمتهم أواريس كانت مركز قوتهم، وازدهرت خلال فترة حكمهم كمركز تجاري مهم يربط مصر ببلاد الشام.

نهاية حكم الهكسوس

على الرغم من فترة سيطرتهم، لم يلقَ الهكسوس قبولًا واسعًا من المصريين الذين اعتبروهم غزاة أجانب، حيث بدأت المقاومة ضدهم من أمراء طيبة في الجنوب، الذين شكلوا الأسرة السابعة عشرة، واستطاعت أسرة الملك سقنن رع تاعا الثاني إحياء الكفاح ضد الغزاة، حيث استشهد سقنن رع وكامس، بينما تمكن أحمس الأول، مؤسس الأسرة الـ 18 والدولة الحديثة، من طردهم بعد سلسلة من المعارك، وتعقبهم حتى فلسطين، وأنهى حكمهم وأعاد توحيد البلاد.