أستاذ اقتصاد يحذر من أن التصعيد في المنطقة يهدد استثمارات الشرق الأوسط

أشار الدكتور علي عبد الرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إلى أن التوترات الأخيرة الناتجة عن الضربات الأمريكية على إيران وردود فعل الأخيرة باستهداف القواعد الأمريكية تمثل تصعيدًا خطيرًا في منطقة الشرق الأوسط، وهي منطقة تتمتع بحساسية كبيرة على الصعيدين الجيوسياسي والاقتصادي.

أستاذ اقتصاد يحذر من أن التصعيد في المنطقة يهدد استثمارات الشرق الأوسط
أستاذ اقتصاد يحذر من أن التصعيد في المنطقة يهدد استثمارات الشرق الأوسط

وأوضح الإدريسي في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم” أن هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد في الشرق الأوسط، وخاصة مصر، سواء من حيث حركة الاستثمارات أو سلوك المستثمرين تجاه الأصول الآمنة.

المستثمرون يهرعون إلى الملاذات الآمنة في ظل التوترات

أشار الإدريسي إلى أن تصاعد التوترات يدفع المستثمرين في جميع أنحاء العالم إلى البحث عن ملاذات آمنة، مثل الذهب والدولار، مما ينعكس على السوق المصري أيضًا، موضحًا أن هناك ثلاثة مؤشرات واضحة على ذلك.

ارتفاع الطلب على الذهب محليًا وعالميًا

قال الإدريسي إن الذهب يعد خيارًا رئيسيًا كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار، ومع كل موجة تصعيد بين واشنطن وطهران، يزداد الطلب العالمي عليه، وتوقع أن يشهد الذهب مزيدًا من الارتفاع في الأسعار، وهو ما سينعكس على السوق المحلي في مصر، ويجعل المواطنين يميلون إلى الاكتناز الذهبي كوسيلة لحفظ القيمة في ظل الغموض الاقتصادي.

صعود الدولار قد يضغط على الجنيه المصري

أوضح الخبير الاقتصادي أن الدولار الأمريكي يشهد عادة إقبالًا متزايدًا في أوقات الأزمات السياسية والعسكرية، باعتباره أكثر العملات استقرارًا، كما أن هذا الإقبال قد يؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار عالميًا، وبالتالي زيادة الضغط على الجنيه المصري، الأمر الذي سيرفع من كلفة الاستيراد ويزيد الضغوط على الاقتصاد المصري.

اضطرابات النفط تهدد الميزان التجاري المصري

وحذر الإدريسي من أن أي توتر في منطقة الخليج ينعكس سريعًا على أسعار النفط العالمية، مما يمثل عبئًا إضافيًا على مصر كونها دولة مستوردة للطاقة، وأشار إلى أن ارتفاع أسعار البترول قد يؤدي إلى زيادة فاتورة واردات مصر النفطية، مما يعمق عجز الميزان التجاري، وقد يظهر ذلك في صورة ارتفاع أسعار الوقود محليًا إذا لم تتخذ الحكومة خطوات استباقية لامتصاص الصدمة.

تأثيرات قصيرة ومتوسطة الأجل على الاقتصاد المصري

يرى الإدريسي أن مصر على المدى القصير قد تشهد خروج الأموال الساخنة وتراجعًا في شهية المستثمرين للمخاطر، خاصة في بيئة غير مستقرة، أما على المدى المتوسط، فإذا استطاعت مصر الترويج لحالة الاستقرار السياسي والأمني التي تتمتع بها مقارنة بدول الجوار، فقد تجذب استثمارات بديلة كانت موجهة لدول مثل إيران أو العراق أو لبنان.

نصيحة للمواطنين في ظل التقلبات المتوقعة

وجه الإدريسي نصيحة للمواطن المصري بالتفكير في الذهب كأصل مستقر ووسيلة لحفظ القيمة، خاصة في ظل احتمال تذبذب أسعار العملات، كما شدد على أهمية عدم الاعتماد الكلي على الدولار كمخزن للقيمة نظرًا لاحتمال تغير اتجاهاته على المدى القصير والمتوسط.