محلل سياسي يؤكد: لا يمكن لأحد تحمل عواقب تغيير النظام الإيراني، بما في ذلك إسرائيل

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين أن إسرائيل وإيران اتفقتا على “وقف إطلاق نار كامل وشامل”، وهو ما قد يؤدي إلى نهاية سريعة ومذهلة للصراع، وذلك بعد ساعات فقط من رد طهران على واشنطن بسبب الضربة غير المسبوقة التي وجهتها الأخيرة للمواقع النووية للجمهورية الإسلامية.

محلل سياسي يؤكد: لا يمكن لأحد تحمل عواقب تغيير النظام الإيراني، بما في ذلك إسرائيل
محلل سياسي يؤكد: لا يمكن لأحد تحمل عواقب تغيير النظام الإيراني، بما في ذلك إسرائيل

في منشورٍ على موقع “تروث سوشيال”، أكد ترامب أن إسرائيل وإيران ستتبادلان على الأرجح الضربات الحاسمة خلال الساعات الست المقبلة، قبل أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ يوم الثلاثاء، وأشار إلى أن إيران ستكون أول من يمتنع عن الرد، تليها إسرائيل.

وقال نتنياهو إن “إيران ستبدأ وقف إطلاق النار، وفي الساعة الثانية عشرة، ستبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار، وفي الساعة الرابعة والعشرين، ستكون هناك نهاية رسمية للحرب التي استمرت 12 يوما”، مهنئا الجانبين على “امتلاكه القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء” الصراع، الذي “كان من الممكن أن يستمر لسنوات”.

التصعيد بين إيران وإسرائيل مستمر

قال الخبير السياسي عماد حمدي في تصريحات خاصة ل “نيوز رووم”، إنه لا يفضل أن يرى ما يحدث بين إيران وأمريكا كأنه مسرحية هزلية من صنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالتصعيد بين إيران وإسرائيل لا يزال مستمراً.

وأضاف: “الوصول إلى تهدئة بين الطرفين هو الحل الأفضل، لأن ثمن مواصلة الحرب هو ثمن فادح ليس عسكريًا فقط، بل اقتصادي أيضًا على دول ليست لها علاقة مباشرة بالحرب”

ويرى “حمدي” أن من سيناريوهات التصعيد أن إسرائيل ليست واقفة عند تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل تطمح إلى تغيير النظام في إيران، وذلك من خلال اغتيال القيادات العليا الإيرانية أو تفجير السجون والمنشآت الحكومية.

وأضاف: “لا يوجد طرف يستطيع أن يتحمل تبعات تغير النظام الإيراني، وأولهم إسرائيل”، موضحاً أنها لا تستطيع السيطرة على الفوضى الناتجة عن تغير النظام الإيراني، كما أنهم مروا بتجربة هذه الفوضى في العراق، لكن في إيران ستكون الفوضى أفدح

القرارات الأمريكية الآن لا تتسم بالحكمة والموضوعية

وأعرب “حمدي” عن رأيه بأن القرارات الأمريكية الآن تفتقر إلى الحكمة والموضوعية، حيث نرى لأول مرة في التاريخ أمريكا تُجر إلى حرب من أجل إسرائيل، وهو أمر يدعو للدهشة وللتأمل.

الوضع في غزة

أفصح أن الإدارة الأمريكية لم تكن لديها الرغبة في حل الصراع بين إسرائيل وغزة، فالأمر متعلق بالإرادة الأمريكية، والهدف الأساسي للحرب في غزة هو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

ويرى “حمدي” أن السياسة المتبعة في التعامل مع قضية غزة تتسم بالرعونة والاستخفاف بالملفات وبطبيعة الصراع الحادث على أرض الواقع.

رؤية مستقبلية في الشرق الأوسط

وتحدث “حمدي” ل “نيوز رووم” عن رؤيته المستقبلية للأوضاع في الشرق الأوسط، بأنها تشبه العتبة الفارقة، ما قبله غير ما بعده، وأضاف إن حدث تصعيد آخر من أي طرف ستكون النتائج كارثية أضعاف ما حدث في الوقت السابق.

حتى الآن الطموحات الإسرائيلية في المساحة الإيرانية لم تتوقف، ويرون أن ما يحدث الآن فرصة لن تتكرر، ويتطلعون لأكبر نتيجة يستطيعون الوصول إليها في الوقت الحالي، وهي تغيير النظام الإيراني وليس تعطيل النظام النووي، فإيران لم تتخل عن مشروعها النووي ورغبتها في امتلاك سلاح نووي لم تتوقف.