في إحدى القرى التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، تعيش سيدة مصرية أصيلة تُدعى “أم محمد”، تجسد بأفعالها أروع معاني الكفاح والصبر، حيث تحملت وحدها مسؤولية تربية أربعة أبناء بعد وفاة زوجها منذ عدة سنوات.
مواضيع مشابهة: موعد امتحان اللغة العربية غدًا بعد التربية الوطنية في جدول الثانوية العامة 2025
تعيش “أم محمد” في منزل بسيط، وتعتمد على نفسها بشكل كامل في تأمين لقمة العيش لأطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين المراحل الدراسية المختلفة، وتعمل الأم بصبر وإصرار في أعمال الزراعة اليومية، بالإضافة إلى تنظيف بعض المنازل في القرية مقابل أجر زهيد، لا يكاد يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة.
ضيق العيش والحرمان
وفي حديث خاص، أكدت “أم محمد” أن خوفها الأكبر ليس من التعب أو الشقاء، بل من ضيق العيش والحرمان الذي قد يطال أطفالها، حيث قالت: “أنا مش خايفة من الشقا، أنا خايفة على ولادي من ضيق العيش والحرمان وصعوبة الحياة، بس طول ما فيا نفس، هفضل مكمله شغل وكفاح علشان اعيشهم عيشه كويسه”
ولم تقتصر المسؤولية على الأم فقط، بل شارك أبناؤها في حمل أعباء الحياة، فابنها الأكبر محمد، وهو طالب في المرحلة الإعدادية، يرفض الاعتماد على المساعدة، بل يعمل بعد انتهاء دراسته في ورشة ميكانيكا بالقرية لتوفير مصروفات المنزل ودروس إخوته.
اقرأ كمان: الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى
تحقيق حياة أفضل
وقال محمد: “بحاول أساعد أمي، مش عايزها تشيل الحمل كله لوحدها، حتى لو شغل بعد المدرسة، المهم انى اقدر اساعدها على صعوبه الحياة ومسيبهاش لوحدها”
أما بناتها، فالأكبر منهن تدرس في المرحلة الثانوية، والصغرى في المرحلة الابتدائية، ويحلمن جميعًا بالاستمرار في التعليم للخروج من دائرة الفقر، وتحقيق حياة أفضل لأمهاتهن التي ضحت من أجلهن كثيرًا.
توجيه الدعم المناسب
هذه القصة ليست حالة فردية فحسب، بل تمثل نموذجًا حقيقيًا لصمود المرأة المصرية وقدرتها على مواجهة التحديات، رغم غياب الدعم الكافي من المجتمع والجهات الرسمية، وتحمل “أم محمد” رسالة قوية عن ضرورة توجيه الدعم المناسب للأسر التي تكافح في صمت، لكي لا تُترك وحيدة في معركة الحياة الصعبة.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، تبقى قصص مثل قصة “أم محمد” دافعًا لتكثيف الجهود الرسمية والمجتمعية لمساندة الأسر المحتاجة، وتعزيز برامج الدعم الاجتماعي لضمان حياة كريمة لكل أسرة تواجه تحديات الحياة اليومية.