نجاح الأندية البرازيلية في البطولات الدولية يثير تساؤلات حول مستقبل السيليساو

رغم التراجع الملحوظ في أداء منتخب البرازيل خلال السنوات الأخيرة، تظل الأندية البرازيلية تفرض هيمنتها ومكانتها على الساحة القارية والعالمية، خاصة في بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية بنظامها الجديد الموسع بمشاركة 32 فريقًا.

نجاح الأندية البرازيلية في البطولات الدولية يثير تساؤلات حول مستقبل السيليساو
نجاح الأندية البرازيلية في البطولات الدولية يثير تساؤلات حول مستقبل السيليساو

تألق الرباعي البرازيلي في مونديال الأندية

تظهر المفارقة اللافتة في تألق الرباعي البرازيلي المشارك في البطولة، وهم بالميراس، بوتافوجو، فلامنجو، وفلومينينسي، الذين تمكنوا من فرض حضور قوي، في وقت يعاني فيه “السيليساو” من غياب الاستقرار الفني وفقدان الهوية التكتيكية التي طالما ميزته.

برزت أندية مثل فلامنجو وبالميراس بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث توج فلامنجو بكوبا ليبرتادوريس عام 2019 وشارك في نهائي مونديال الأندية أمام ليفربول، بينما حقق بالميراس اللقب عامي 2020 و2021، ونافس بقوة في البطولات العالمية رغم خسارته في نصف النهائي.

إنجازًا تاريخيًا بالفوز بكوبا ليبرتادوريس 2023

حقق فلومينينسي إنجازًا تاريخيًا بالفوز بكوبا ليبرتادوريس 2023، تحت قيادة مارسيلو وفيلبي ميلو، ليصبح قوة صاعدة في الكرة البرازيلية، بينما بدأ بوتافوجو يعود بقوة محليًا وقاريًا بعد تتويجه بلقب ليبرتادوريس العام الماضي لأول مرة في تاريخه.

استثمارات ضخمة في البنية التحتية

يعود هذا التقدم الملحوظ في أداء الأندية إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وتطوير الأكاديميات، وجذب مدربين ذوي خبرات عالمية، بالإضافة إلى رفع مستوى التنظيم والاحتراف داخل الأندية.

المنتخب الوطني

أما على صعيد المنتخب الوطني، فلا تزال الكرة البرازيلية تعاني من غياب المشروع الفني طويل الأمد، وتذبذب في هوية الأداء، والتغييرات المتكررة على الجهاز الفني، ما أثر على الانسجام والروح الجماعية، كما أن الاعتماد الكبير على اللاعبين المحترفين في أوروبا قلل من فرص بناء تماسك محلي ينعكس إيجابيًا على أداء المنتخب.

تظل الكرة البرازيلية غنية بالمواهب والنجوم، وهو ما يتجلى في نجاحات الأندية على الساحة الدولية، إلا أن عودة منتخب السيليساو إلى القمة العالمية تحتاج إلى رؤية واضحة وخطة فنية متماسكة، تضمن الاستقرار وتطوير الأداء الجماعي.

في النهاية، يبقى المستقبل واعدًا طالما تم تبني مشروع شامل يعيد منتخب البرازيل إلى مكانته المستحقة كزعيم كرة القدم العالمية.