قرر الإسباني خوسيه ريبيرو، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، منح لاعبيه فترة راحة سلبية كاملة من التدريبات لمدة 18 يومًا، يأتي هذا القرار المحوري بعد انتهاء مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي شهدت ضغوطًا بدنية ونفسية هائلة على نجوم القلعة الحمراء.
مقال له علاقة: مصير مباراة الأهلي وبالميراس بعد توقفها بسبب سوء الأحوال الجوية
ولم يكن هذا القرار وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تحليل دقيق للظروف التي مر بها الفريق في الفترة الماضية، فقد تعرض اللاعبون لضغط بدني وذهني غير مسبوق، بدأ مع تداخل روزنامة المباريات المحلية والقارية، مرورًا بالسفر لمسافات طويلة عبر القارات للمشاركة في المونديال، هذا الإرهاق المتراكم، بالإضافة إلى التحديات التنافسية في البطولة العالمية، جعل منح اللاعبين فرصة لالتقاط الأنفاس أمرًا حيويًا قبل بداية مرحلة جديدة.
شوف كمان: «ريبيرو» يتدخل لحل مشكلة مسدد ركلات الجزاء لتفادي أزمة إنتر ميامي
أسباب جوهرية
ويرى الجهاز الفني بقيادة ريبيرو أن هذه الفترة الطويلة نسبيًا من الراحة ضرورية وحتمية لعدة أسباب جوهرية، أولًا، على المستوى البدني، تهدف الراحة إلى استعادة العضلات لطاقتها، والتعافي من أي إجهاد أو آلام بسيطة قد تكون تراكمت على مدار الموسم ومشاركات الفريق المتتالية في البطولات المختلفة، فكرة القدم الحديثة تتطلب لياقة بدنية فائقة، والتعافي الكافي هو مفتاح الحفاظ على مستوى الأداء على المدى الطويل وتجنب الإصابات الخطيرة.
ثانيًا، على المستوى الذهني والنفسي، تُعد الراحة ضرورية بنفس القدر، فتعرض اللاعبين لضغوط المباريات الكبرى وتوقعات الجماهير المستمرة يمكن أن يؤدي إلى إرهاق ذهني يؤثر سلبًا على التركيز واتخاذ القرارات داخل الملعب، هذه الأيام الثمانية عشر ستمنح اللاعبين فرصة للابتعاد عن أجواء المنافسة، وقضاء الوقت مع عائلاتهم، وتجديد الدوافع والطموحات قبل العودة إلى العمل الشاق، هي بمثابة “إعادة ضبط المصنع” للعقول والأجساد.
إعادة تقييم شامل لأداء الفريق
ثالثًا، تتيح هذه الفترة للجهاز الفني فرصة ثمينة لإعادة تقييم شامل لأداء الفريق في الموسم المنقضي، وتحديد نقاط القوة والضعف بشكل أكثر وضوحًا، ففي هدوء ما بعد المنافسات، يمكن للمدرب ومساعديه تحليل البيانات الفنية والبدنية لكل لاعب، ووضع خطط إعداد فردية وجماعية تتناسب مع احتياجات كل مرحلة قادمة.
بعد انتهاء فترة الراحة المحددة، سيعود اللاعبون إلى التدريبات الجماعية المكثفة التي ستكون بمثابة فترة إعداد مبكر ومكثف لمنافسات الموسم الجديد، هذه المرحلة ستتضمن جوانب بدنية مكثفة لرفع معدلات اللياقة، بالإضافة إلى التركيز على الجوانب التكتيكية والفنية لتطبيق أفكار ريبيرو بشكل أكثر عمقًا وانسجامًا، يهدف الأهلي من خلال هذه الاستراتيجية إلى بدء الموسم الجديد بقوة، مسلحًا بلاعبين في قمة جاهزيتهم البدنية والذهنية، ومستعدين لتحقيق أهدافه الكبرى محليًا وقاريًا وعالميًا.