أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم رسميًا عن هبوط نادي ليون إلى دوري الدرجة الثانية، ويأتي هذا القرار الصادم نتيجة أزمة مالية ضخمة تخطت الـ 500 مليون يورو، مما أزاح أحد عمالقة الكرة الفرنسية من مكانته المرموقة في دوري الأضواء بعد سنوات طويلة من التألق والإنجازات.

مقال له علاقة: حمزة علاء يودع الأهلي بعد 16 عاماً في القلعة الحمراء بقرار صعب
يمثل هذا القرار زلزالًا في الأوساط الرياضية الفرنسية، فليون ليس نادٍ عادي، بل هو أحد الأندية التاريخية التي سيطرت على المشهد الكروي الفرنسي في العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث حقق سبعة ألقاب متتالية في الدوري الفرنسي، وهو إنجاز غير مسبوق، لطالما كان ليون رمزًا للاستقرار والتطور، وواجهة للكرة الفرنسية في المسابقات الأوروبية.
وفقًا للتحقيقات التي أجرتها لجنة المراقبة المالية للأندية (DNCG) التابعة للاتحاد الفرنسي، تراكمت الديون على النادي بشكل كارثي خلال السنوات الأخيرة، لتصل إلى أرقام فلكية تجاوزت نصف مليار يورو.
شوف كمان: إيغا سوياتيك تواصل تألقها في رولان غاروس وتبلغ ربع النهائي
جاءت هذه الأزمة الخانقة نتيجة سوء الإدارة المالية، وعقود اللاعبين المرتفعة، بالإضافة إلى تراجع الإيرادات مقارنة بالإنفاق، كما تأثر النادي بتبعات جائحة كوفيد-19 التي أثرت على الأندية عالميًا، ورغم محاولات النادي المتأخرة لتصحيح المسار وإيجاد حلول تمويلية، إلا أن حجم الدين كان أكبر من أي محاولة إنقاذ في اللحظات الأخيرة.
يختلف قرار الهبوط الإداري عن الهبوط الرياضي الذي يأتي نتيجة النتائج السيئة في الملعب، فبينما كان ليون يعاني من تذبذب في مستواه خلال المواسم الأخيرة، إلا أنه لم يكن في مراكز الهبوط المباشر هذا الموسم، يرسل هذا القرار رسالة قوية من الاتحاد الفرنسي بضرورة الانضباط المالي، وأن الأندية التي لا تلتزم باللوائح المالية ستواجه عواقب وخيمة، مهما كان تاريخها أو حجمها الجماهيري.
تتجه الأنظار الآن إلى مستقبل النادي وكيفية تعامله مع هذه الضربة القاضية، فالهبوط إلى الدرجة الثانية يعني خسارة هائلة في الإيرادات، سواء من حقوق البث التلفزيوني أو عقود الرعاية، مما سيجعل مهمة سداد الديون وإعادة بناء الفريق أكثر صعوبة، ومن المتوقع أن يشهد النادي موجة رحيل جماعي لنجومه الحاليين، الذين لن يقبلوا باللعب في الدرجة الثانية، مما سيزيد من تحديات الإدارة لإعادة بناء فريق قادر على المنافسة والعودة سريعًا إلى دوري الأضواء.