بعد مشاركة غير مثمرة و”رحلة قصيرة” للغاية في كأس العالم للأندية 2025، يواجه النادي الأهلي تحديات كبيرة تتعلق بمدى جدوى الاستثمارات الضخمة التي شهدتها خزائنه خلال الميركاتو الصيفي الماضي، حيث قامت إدارة النادي بضخ مبالغ هائلة لتدعيم صفوف الفريق بأسماء بارزة كان يُعول عليها لتحقيق إنجازات تليق بتاريخ الأهلي وشغف جماهيره.

مواضيع مشابهة: أندية البرازيل تثير الدهشة في كأس العالم للأندية.. بوتافوجو يحقق العلامة الكاملة
مقال مقترح: كواليس لقاء محمد يوسف بعطية الله قبل التوجه إلى أمريكا
هل تعكس النتائج المحققة في المونديال، ووداع البطولة من دور المجموعات، فعلاً حجم هذه الاستثمارات؟ وهل كانت “الرحلة المونديالية القصيرة” تستحق كل تلك “الأرقام الفلكية” التي شهدها سوق الانتقالات؟
شهد الميركاتو الصيفي استقطاب الأهلي لنجوم بارزين كان يُنظر إليهم كأعمدة أساسية للفريق، مثل محمود تريزيجيه الذي عاد من تجربة احتراف أوروبية لتعزيز الخط الأمامي، وحمدي فتحي الذي تم استعادته لإعادة التوازن والقوة لخط الوسط، بالإضافة إلى نجمين بقدرات فنية عالية هما أشرف بن شرقي وأحمد سيد زيزو، اللذان كان يُفترض أن يقدما لمسة إبداعية وحسمًا هجوميًا، كما لم يقتصر الأمر على اللاعبين، بل شمل الجهاز الفني أيضًا باستقطاب المدرب البرتغالي خوسيه ريبيرو، في محاولة لإدخال أفكار تكتيكية جديدة.
على صعيد كأس العالم للأندية، واجه الأهلي منافسة شرسة، حيث لم تكن المباريات سهلة على الإطلاق، فبعد تعادل سلبي مخيب للآمال أمام إنتر ميامي، جاءت الخسارة بهدفين نظيفين أمام بالميراس البرازيلي، مما زاد من صعوبة الأمور، قبل أن ينهي الفريق مشواره بتعادل مثير 4-4 أمام بورتو البرتغالي، ورغم الأهداف الأربعة في مباراة بورتو، إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذ الفريق من الوداع المبكر، حيث ظهرت لمحات فردية من بعض اللاعبين، لكن الأداء الجماعي لم يرتقِ للمستوى المأمول الذي يتناسب مع حجم الإنفاق والأسماء المتعاقد معها.
الجانب المالي والرياضي والتحديات المستقبلية:
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: هل كانت هذه “الرحلة القصيرة” تستحق كل تلك الاستثمارات الضخمة؟ من الناحية الرياضية، لم يحقق الأهلي المأمول في المونديال، بل ظهرت العديد من السلبيات التي تحتاج إلى مراجعة شاملة، ومن الناحية الاقتصادية، يجب أن تتوافق قيمة الصفقات مع العائد الرياضي المتوقع، وعندما لا يتحقق العائد المرجو، يصبح التساؤل عن مدى نجاح سياسة التعاقدات أمرًا مشروعًا
لا يمكن إنكار أن الاستثمار في اللاعبين هو جزء أساسي من أي مشروع رياضي طموح، ولكن الأهم هو كيفية توظيف هؤلاء اللاعبين والاستفادة القصوى من إمكانياتهم، ويبدو أن هناك فجوة بين حجم الإنفاق في الميركاتو الصيفي والأداء الذي قدمه الفريق في المحفل العالمي.
في الختام، يجد الأهلي نفسه أمام مفترق طرق، فمع انتهاء رحلته المونديالية، يتعين على الإدارة والجهاز الفني مراجعة شاملة لسياسة التعاقدات وأداء اللاعبين، هل كانت هذه الرحلة القصيرة بمثابة جرس إنذار؟ وهل ستكون كافية لإعادة تقييم استراتيجية الفريق للمواسم القادمة لضمان أن تكون الاستثمارات المستقبلية أكثر فعالية وتعود بالنفع الحقيقي على النادي وأهدافه؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، مع بدء فترة الإعداد للموسم الجديد، والتي ستحمل في طياتها ملامح خطة الأهلي للعودة أقوى.