أشار الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة جورجتاون ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، إلى العواقب المأساوية لمحاولات الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، حيث ستخلق جيلًا جديدًا لا يعرف سوى لغة العنف، مؤكدًا أن “الأطفال الذين نشأوا تحت صمت القصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة”.

مقال مقترح: متابعة نسب النفوق والتحصين في 199 مزرعة دواجن بالدقهلية
وكتب مأمون فندي عبر صفحته الشخصية على منصة “إكس”: “قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة، يجب أن تحاوروا “حماس” الآن، لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، هل كان سيرى “حماس” كحركة معتدلة، أقرب إلى “حزب الخضر” في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟
وتابع قائلاً: “ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد مجرد حادث عابر، بل أصبح زمنًا مؤسِّسًا لجيل جديد، فكما كتب فانون، الاستعمار لا يقتل الجسد فقط، بل يُعيد تشكيل الذات ويُنتج أجيالًا “تتنفّس الغضب”، وفي هذا السياق، قد تبدو “حماس” لاحقًا كحركة إصلاحية مقارنةً بجيل وُلد من رماد الحرب”.
مقال له علاقة: تقرير من رويترز عن لقاء قناة النيل للأخبار مع وزير الخارجية الإيراني
قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة: حاوروا “حماس” الآن
لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، هل كان سيرى “حماس” كحركة معتدلة، أقرب إلى “حزب الخضر” في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟
ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد حادثًا عابرًا،….
— Mamoun Fandy (@mamoun1234).
وأضاف مأمون: “حنّة آرنت تُحذّر من أن إغلاق الفضاء السياسي يحوّل العنف إلى اللغة الوحيدة الممكنة، الأطفال الذين نشأوا تحت صمت القصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة، أغامبين يصف البشر في هذا السياق بأنهم “حياة عارية”، وفرويد يحدّثنا عن التروما الجماعية التي تفعّل غريزة الموت، بينما يرى زيغمونت باومان أن غياب النظام الإنساني يُفضي إلى وحشية ممنهجة”.
وأوضح: “جيل ما بعد الإبادة لن يطالب بعدالة قانونية، بل بثأر كوني، حينها، قد تبدو أيديولوجية “حماس” اليوم وكأنها حركة بيئية، حاوروا “حماس” الآن، قبل أن تحاوروا جيلًا يرى أكل لحوم البشر فعلًا مبرّرًا”.
واختتم مأمون فندي حديثه قائلًا: “ما تفعله إسرائيل اليوم ليس إلا إعادة تدوير مشوّهة لهولوكوستها، ترى التهديد في كل حجر، فتخيّل كيف سيرى الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم”.
محلل سياسي: هذه الجولة من الحرب انتهت لكن الصراع مستمر
أكد المحلل السياسي العراقي لقاء مكي أن الصراع بين إسرائيل وإيران لم ينته بعد، مؤكدًا أن “الحرب انتهت لكن الصراع مستمر”.
كتب مكي عبر صفحته الشخصية على منصة “إكس”: “ادعاء النصر ليس عيبًا، فذلك طبيعي ومتوقع لاسيما في الحروب غير المحسومة بنتائج محسوسة مثل احتلال العواصم، أو تدمير الجيوش، أو هرب الغزاة”.
وتابع: “في الحرب الأخيرة، كان متوقعًا أن تحتفل كل من إسرائيل وإيران بالنصر، فلكل منهما أسبابه وزاوية نظره، لكن المهم هنا، هو النتائج الاستراتيجية لهذه الحرب، وما سيظهر من آثار على قدرات وسلوك كل من الطرفين”.
واختتم: “هذه الجولة من الحرب انتهت لكن الصراع مستمر، وهو صراع كبير ومتعدد المستويات والعناوين، ولن ينتهي بالطرق الدرامية التي تعطي للنصر أو الهزيمة معنى واضحًا ومباشرًا”.