ترامب يعتبر فترة بايدن «كارثية» ويشدد على إعادة بناء الجيش الأمريكي

في تطور جديد من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه الرئيس الحالي جو بايدن، قال ترامب منذ قليل: “أعدتُ بناء الجيش الأمريكي خلال فترة رئاستي الأولى”، وهذه الرسالة تحمل بُعدين رئيسيين.

ترامب يعتبر فترة بايدن «كارثية» ويشدد على إعادة بناء الجيش الأمريكي
ترامب يعتبر فترة بايدن «كارثية» ويشدد على إعادة بناء الجيش الأمريكي

البُعد الأول يتعلق بمحاولة ترامب التقليل من إنجازات إدارة بايدن في المجال العسكري، حيث يسعى لإظهار أن قوة الجيش وتحديثه كانا من إنجازاته الشخصية التي تميزت بها ولايته الأولى، بينما يتجلى البُعد الثاني في تذكير الجمهور بإنجازاته الأمنية والعسكرية، خاصةً في ظل الانتقادات التي تواجهها إدارة بايدن فيما يخص السياسات الدفاعية والأمن القومي.

أولاً: ماذا فعل ترامب فعلاً في ولايته الأولى (2017–2021) لبناء الجيش الأمريكي؟

1. الإنفاق العسكري

زاد الإنفاق الدفاعي من حوالي 611 مليار دولار في 2016 إلى:

686 مليار دولار في 2019
721 مليار دولار في 2020.

هذه الزيادة جاءت بعد تقليصات نسبية في عهد أوباما، خصوصًا بسبب “قانون الحجز التلقائي” (Sequestration) الذي كبّل ميزانية الدفاع.

2. التحديث العسكري

استثمر في: أنظمة الدفاع الصاروخي (مثل THAAD وPatriot)
أسلحة فرط صوتية (Hypersonic)
الفضاء العسكري: أنشأ “قوة الفضاء الأمريكية” (U.S. Space Force) كفرع مستقل

تحديث الترسانة النووية
برامج الجيل الخامس من المقاتلات (F-35).

3. رفع جاهزية الجيش

زيادة الرواتب العسكرية بنسبة وصلت إلى 3.1%.

محاولات لتعويض النقص في الجاهزية والتدريب الذي حدث في سنوات ما بعد 2011.

تحسين جاهزية الأساطيل البحرية والجوية.

ثانياً: مقارنة الجيش الأمريكي وقتها (2020) بـ الآن (2025)

عام 2020 (نهاية ولاية ترامب)
عام 2025 (نهاية ولاية بايدن وبدء ولاية ترامب الثانية).

الإنفاق العسكري

ترامب: حوالي 721 مليار دولار
بايدن: لأكثر من 886 مليار دولار
الأولوية الاستراتيجية
ترامب: مواجهة الصين وإيران – الردع النووي – مكافحة الإرهاب
بايدن: مواجهة الصين وروسيا – الذكاء الاصطناعي – دعم أوكرانيا

قوة الردع

ترامب: عالية في الشرق الأوسط – ضربات دقيقة
بايدن: تركيز على حروب الجيل القادم – دعم لحلف الناتو
الاستنتاج: الجيش الأمريكي اليوم أقوى من حيث الميزانية والتكنولوجيا، لكن التركيز الاستراتيجي تغيّر.
ثالثاً: هل يفقد الجيش الأمريكي مكانته الآن؟

لا يفقد مكانته العالمية، لكنه يواجه:

تحديات من الصين وروسيا (سباق تسلح، نفوذ دولي).

إرهاق لوجيستي بسبب دعم أوكرانيا، التوتر في آسيا والشرق الأوسط
انتقادات داخلية حول التجهيز والجاهزية في حال نشوب حرب شاملة.

تحليل كلمة ترامب

هدفه الانتخابي: تقديم نفسه كقائد “رمّم القوة الأميركية” بعد ما وصفه بـ”تدهور في عهد أوباما”

وإشارة كلمة ترامب للإيحاء بـ:

عودة الهيبة العسكرية
استعادة الردع العالمي
دعم الجندي الأمريكي.

يتجاهل أن الجيش الأميركي كان الأقوى حتى قبل ولايته، وأن الزيادة في الإنفاق جزء من توجه طويل الأجل بدأ قبل توليه، ورغم أن ترامب رفع الإنفاق وطوّر قطاعات مهمة، إلا أنه لم يُعد بناء الجيش من الصفر، بل عزّز جاهزيته وأولوياته، والجيش الأمريكي اليوم لا يزال الأقوى عالميًا، لكن في ظل تحديات دولية تتطلب استراتيجية أكثر من مجرد زيادة ميزانية.