على أحد أرصفة الطريق السريع الذي يربط دشنا بنجع حمادي، يقف عم صلاح، المعروف بين الناس بلقب “عم صلاح يا ولاد”، بائع مشروب “البوظة” الشعبي الذي يُعتبر من المشروبات التقليدية المحبوبة في صعيد مصر، وخصوصًا خلال فصل الصيف لمواجهة حرارة الطقس الشديدة.

مقال مقترح: مدبولي يُوجه الأجهزة الرقابية بمتابعة مستمرة للأسواق والأسعار
التقته “نيوز رووم” وسط زحام من الأهالي الذين يتجمعون حوله لتناول هذا المشروب البلدي المنعش، حيث ظل عم صلاح يبيعه بنفس الحماس لأكثر من 45 عامًا، حيث قال: “الحمد لله رضا ربنا علينا كفاية، ومفيش أحلى من أنك تحب المهنة اللي بتشتغلها، حتديلك حتى لو طال العمر فيها”
طريقة مناداته الفريدة
يشتهر عم صلاح بأسلوب مناداته الفريد الذي ابتكره بنفسه، والذي يتضمن مناداة أسماء أشخاص غير موجودين فعليًا أو موجودين فقط في ذاكرته، وهو ما جذب اهتمام الأهالي وأكسبه شعبية كبيرة في المنطقة، وأضاف أن البعض من خارج مصر يتصل به فقط ليستمع إلى صوته وطريقة بيعه المميزة.
من نفس التصنيف: مصرع طفل غرقاً في نهر النيل بقنا بعد أن رماه ولاد عمه حياً
وعن تغير أسعار “البوظة” على مر السنوات، قال عم صلاح: “زمان الكباية كانت بقرش، دلوقتي وصلت 5 و10 جنيهات، والكباية الصغيرة حوالي 3 جنيهات، بس صلاة النبي عندي أفضل مليون مرة، حتى اللي مش معاه فلوس يشرب بوظة عمك صلاح”
نوعين من “البوظة”
يبدأ عم صلاح تحضير “البوظة” منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، في الخامسة صباحًا، ثم يبدأ بيعه من السابعة، حيث يحضر الثلج الضروري لصناعة المشروب وسط الأجواء الحارة، ويوضح أنه يحضر نوعين من “البوظة”، واحدة محلية الصنع للزبائن العاديين، ونوع آخر خاص بمرضى السكري والضغط، ليُلبي احتياجات الجميع.
يعيش عم صلاح حياة بسيطة، ولا يمتلك سوى وحدته السكنية المستأجرة، ويتمنى أن يكون له محل خاص به ليواصل مشواره في بيع هذا المشروب الشعبي، وختم حديثه بتأكيد حبه لوطنه قائلاً: “ربنا حارس مصر برئيسها وجيشها وشعبها، وتحيا مصر.. وتحيا مصر.. وربنا يحفظ الرئيس عبدالفتاح السيسي”
تظل قصة عم صلاح مثالًا حيًا على حب الإنسان لمهنته وارتباطه بموروثاته الشعبية، وتجسيدًا للبساطة والكرم الذي يميز أهل الصعيد.