مزارع قناوي ينجح في زراعة المورينجا ويتوسع في تصديرها إلى ألمانيا

في قرية الياسينية التابعة لمركز دشنا شمال محافظة قنا، تبرز قصة نجاح ملهمة لمزارع محلي يُدعى محروس بدوي، الذي اتجه لزراعة نبات المورينجا، محققًا طفرة في هذا المجال الزراعي النادر في منطقته.

مزارع قناوي ينجح في زراعة المورينجا ويتوسع في تصديرها إلى ألمانيا
مزارع قناوي ينجح في زراعة المورينجا ويتوسع في تصديرها إلى ألمانيا

بدأ محروس بدوي زراعة المورينجا قبل عدة سنوات على مساحة نصف قيراط فقط، بدافع علاجي حيث كان يسعى للاستفادة من النبات في علاج أمراض الضغط والسكر، لكنه لم يكن يتخيل أن حلمه سيتطور ليصل إلى فدان ونصف مزروع بالمورينجا، ومع مرور الوقت، استطاع تطوير إنتاجه ليصل إلى مرحلة التصدير، وبدأ يرسل منتجه النقي والطبيعي 100% إلى الأسواق الأوروبية، وبالأخص ألمانيا، بعد أن أثبتت التحاليل جودة المنتج وخلوه من أي مواد كيماوية.

إنتاج سماد وفلتر طبيعي من المورينجا

وقد أشار محروس إلى أن التجربة تطورت بشكل أكبر بعد أن جذب اهتمام طلاب جامعة جنوب الوادي الذين جاءوا إلى مزرعته للتعلم والمشاركة في إنتاج سماد وفلتر طبيعي من المورينجا، كما أشاد بدور الطبيب البيطري الذي بدأ يستخدم المورينجا في علاج الحيوانات، مما يؤكد الفوائد المتعددة للنبات.

لم تكن بداية زراعة المورينجا سهلة، حيث واجه محروس العديد من التحديات، خاصة مع انتشار استخدام الأسمدة الكيماوية التي أثرت سلبًا على سمعة المنتج المصري في الأسواق العالمية، إلا أن إصراره على الزراعة الطبيعية خالية من الكيماويات جعل محصوله يحظى بإقبال متزايد، مما شجعه على توسيع المساحة المزروعة.

طلب كبير في السوق الأوروبي

وأكد المزارع أن المنتج الطبيعي يلقى طلبًا كبيرًا في السوق الأوروبي، لكنه عانى في بداية الأمر من صعوبة التسويق، حيث كان بعض التجار يطالبون بالحصول على نفس كمية المحصول المسمد كيماويًا، وهو ما رفضه رفضًا قاطعًا، وأوضح أن الإنتاج الطبيعي يحتاج إلى جهد مضاعف ورعاية خاصة، لذا يجب أن يُعطى سعرًا مختلفًا يعكس جودة المنتج وحقيقة زراعته.

وأضاف أن ثمار المورينجا تصل إلى مرحلة النضوج عندما يتحول لونها من الأخضر إلى الأصفر، وعندها يبدأ العمل على فصل الثمرة عن الغطاء الخاص بها، وهو من المراحل الدقيقة في عملية الإنتاج.

تجربة محروس بدوي ليست مجرد قصة نجاح زراعي، بل نموذج يُحتذى به في كيفية التفكير خارج القوالب التقليدية والاعتماد على الزراعة الطبيعية المستدامة التي تفتح آفاقًا جديدة للتصدير ودعم الاقتصاد المحلي، مع الحفاظ على الصحة العامة والبيئة.