ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في كنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والقوى الأنبا موسى بشارع 45 في حي العصافرة بالإسكندرية، بحضور عدد من الآباء الأساقفة والكهنة وأبناء الكنيسة، حيث تم بث العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

ممكن يعجبك: تعليم السويس يساهم في تعزيز الشفافية وتسهيل الإجراءات من خلال منظومة التحويلات الإلكترونية
وصلى قداسته صلوات العشية بمشاركة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزة، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والأنبا أرشليدس الأسقف العام والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، بالإضافة إلى عدد من الآباء كهنة الكنيسة وبعض من الآباء كهنة الإسكندرية، وقد شهدت الكنيسة حضور خورس شمامسة وأعداد غفيرة من الشعب.
وقبل العظة، قام كهنة وخدام الكنيسة بتقديم بعض الفقرات احتفالاً بزيارة قداسة البابا الأولى للكنيسة، حيث قدمت إحدى الخادمات قصيدة شعرية، وشرح القس موسى جمال كاهن الكنيسة الكثافة السكانية التي تزيد عن 12000 أسرة، مما يجعلها واحدة من أكبر كنائس الإسكندرية من حيث الكثافة السكانية، وقدم القمص بموا غالي كاهن الكنيسة نبذة عن تاريخ الكنيسة وتأسيسها، وعرض القس يوناثان محفوظ خدمات الكنيسة وأهمها مشروع تطوير خدمة الأنبا أبرآم لخدمة إخوة الرب والأسر المستورة، وأخيرًا رحب نيافة الأنبا باڤلي بقداسة البابا موضحًا دور الكنيسة الهام في مشاركة وتحمل هموم الوطن من خلال تقديم خدمات طبية وتعليمية لكل أطياف المجتمع المصري.
قبل بدء العظة، عبّر قداسته عن بالغ فرحته لوجوده في الكنيسة وعن حفاوة الاستقبال، كما التقى بأعداد غفيرة من شعب المنطقة في السرادق المقام بالأرض المجاورة للكنيسة، وشكر نيافة الأنبا باڤلي على كلمته وبالأخص توجه الكنيسة للاهتمام بالتعليم والصحة وبناء المدارس والمستشفيات، مؤكدًا على دور الكنيسة في مشاركة الوطن وصيانته.
بدأ قداسة البابا سلسلة جديدة بعنوان “حكايات الشجرة المغروسة”، وحدّد الفترة الزمنية من عام 251م وحتى عام 451م، والتي تبدأ بميلاد القديس الأنبا أنطونيوس “أبو الرهبان” وتنتهي بالعام الذي انقسمت فيه الكنيسة، وتناول أوّل حلقات السلسلة اليوم عن “حكايات إيماننا القوي الذي نحياه” من خلال الأصحاح السابع عشر في سفر إرميا والآيات (٧، ٨)، والأصحاح الخامس من رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى والآيات (١ – ٤)، وأوضح أن المقصود بالشجرة هو الكنيسة وشعبها.
وأشار قداسته إلى معنى الإيمان المسيحي كالتالي:
الإيمان هو ارتباط صميمي بشخص حي هو الله والانتماء إليه باعتباره مصدر حياتنا ووجودنا، لذلك الإيمان هو:
– إدراك كياني حي لوجود الله
– علاقة شخصية بين الإنسان ومسيحه
– يتحوّل لدى الإنسان إلى حياة، “أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي” (مز ٢٣: ٤)
وأضاف: مَنْ هو المؤمن المسيحي؟
١- الذي الله هو محور حياته، “يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ”
٢- الذي يحفظ الوصية، “وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ” (١تي ١: ٥)
٣- الله يسكن في قلبه على الدوام، “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي” (أم ٢٣: ٢٦)
٤- إيمانه أرثوذكسي (مستقيم)، استقامة الفكر والعقيدة والسلوك، “اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ” (عب ١٣: ٧)
ممكن يعجبك: سائح خليجي يصبح بائع ميكروباص في المنصورة | صور
وقدّم قداسة البابا كيف يعيش الإنسان الإيمان المسيحي باستمرار:
– الله يسعى إلى الإنسان دائمًا لأنه يحبه، ويحترم حريته، “نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا” (١يو ٤: ١٩)
– أن يعيش الإنسان التوبة، “«هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»” (لو ١٩: ٨)
واختتم قداسته بالآية: “لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا” (١يو ٥: ٤)