بعد انتهاء الحرب، هل يمكن أن تتحول الأزمات في مصر إلى فرص استثمارية؟

في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وظهور علامات أزمة طاقة تؤثر على عدد من المصانع المصرية، يواجه الاقتصاد المصري تحديات متزايدة تتطلب تدخلات مدروسة وسريعة، حيث أكد خبراء اقتصاديون في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم” أن الأزمة الحالية ليست ناتجة عن نقص في الموارد، بل ترتبط بتداعيات الحرب واضطرابات سلاسل الإمداد عالميًا، وأوضحوا أن مصر تمتلك إمكانات تمكنها من تجاوز هذه المرحلة، بل وتحويل التحديات إلى فرص استثمارية واعدة، إذا أحسنت استغلال عناصر القوة في ملف الطاقة والاستقرار النسبي مقارنة بدول الجوار.

بعد انتهاء الحرب، هل يمكن أن تتحول الأزمات في مصر إلى فرص استثمارية؟
بعد انتهاء الحرب، هل يمكن أن تتحول الأزمات في مصر إلى فرص استثمارية؟

أزمة طارئة بسبب الحرب

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال البيومي، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن أزمة الطاقة الحالية تعد “مؤقتة”، مشيرًا إلى أن الحرب العالمية الجارية أثرت بشكل كبير على حركة النقل والمواصلات، مما انعكس بدوره على عمليات الإمداد بالطاقة، وأوضح البيومي في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم» أن مصر لا تعاني فعليًا من أزمة غاز، بل تمتلك وفرة منه، خاصة في محطات دمياط وإدكو، حيث يتم تحويل الغاز الطبيعي إلى صورة سائلة لتسهيل نقله بتكلفة أقل، وأضاف: “نحن لا نواجه أزمة حقيقية، وإنما تأثيرات مؤقتة للحرب، ولدينا بنية قوية لإنتاج وتسييل الغاز، وهو ما يعزز الاقتصاد المصري بشكل مباشر”.

الربط الكهربائي يعزز موقف الطاقة

وأضاف البيومي أن مصر في وضع يؤهلها لتصدير الغاز والطاقة إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن مشروعات الطاقة الكبرى القائمة حاليًا تؤكد أن الأزمة ليست متعلقة بنقص الموارد، وإنما بتحديات التوزيع في فترة الحرب، وأشار إلى أن مصر تمتلك شبكة ربط كهربائي مع السعودية والإمارات ودول عربية أخرى، مما يفتح مجالًا للتبادل الكهربائي الإقليمي، ويعزز من قدرة الدولة على تلبية احتياجاتها من الطاقة دون الاعتماد على مصادر إضافية، ومن جانبه، حذر الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، من أن الضربة الأمريكية الأخيرة ضد إيران تمثل تصعيدًا خطيرًا في منطقة شديدة الحساسية جيوسياسيًا، مما ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر على المشهد الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في مصر.

هناك تأثيرًا متوقعًا على مستويات الاستثمارات في مصر

أوضح الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، أن هناك تأثيرًا متوقعًا على مستويات الاستثمارات في مصر بنوعيها، سواء الاستثمارات غير المباشرة أو الأجنبية المباشرة، نتيجة لحالة التوتر الجيوسياسي.

ارتفاع مستويات المخاطر

وأشار إلى أن الاستثمارات غير المباشرة (Hot Money) تعد أكثر حساسية للأزمات والتقلبات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد خروج رؤوس أموال قصيرة الأجل من الأسواق الناشئة ومن بينها مصر بسبب ارتفاع مستويات المخاطر وزيادة جاذبية أدوات الدين الأمريكية كملاذات آمنة، وقد يؤدي ذلك إلى ضغط مؤقت على الجنيه المصري وسوق المال المحلي.

الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI)

أما بخصوص الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI)، فرغم استقرارها النسبي، فإن الإدريسي أشار إلى أنها قد تتأثر هي الأخرى، حيث قد تؤدي استمرار التوترات إلى تأجيل بعض قرارات الاستثمار أو إعادة تقييم المخاطر من جانب المستثمرين الدوليين.

مصر قد تجد فرصة للاستفادة من حالة “إعادة التموضع”

واختتم حديثه بالتأكيد على أن مصر قد تجد فرصة للاستفادة من حالة “إعادة التموضع” الاستثماري عالميًا، إذا ما قدمت نفسها كبيئة أكثر استقرارًا مقارنة ببعض دول الجوار، مما يمكن أن يحول التحدي إلى فرصة على المدى المتوسط.