تزامنًا مع انطلاق منافسات 2025، والتي أقيمت لأول مرة بنظام الـ32 فريقًا في الولايات المتحدة، بدأت التساؤلات تتزايد حول جدوى المشاركة للأندية العربية من الناحية الاقتصادية، هل تغطي الجوائز المالية ما أنفقته هذه الأندية؟ أم أن البطولة أصبحت عبئًا ماليًا؟ في هذا التقرير، نستعرض حجم إنفاق الأندية العربية مقارنة بالأرباح المحققة من البطولة، معتمدين على بيانات موثقة من الفيفا، ومنصات مثل “Forbes”، و”Reuters”، وتقارير مالية رسمية.

مقال مقترح: ناقد رياضي: لا تضعوا اللوم على الشحات وهاني فكررة القدم لعبة جماعية وتعاني من قصور بدني وتنظيمي
نظام الجوائز المالية في مونديال الأندية 2025
شوف كمان: قرار باستئناف مباراة الأهلي وبالميراس البرازيلي بعد انتهاء العاصفة
خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مليار دولار كمجموع جوائز للمشاركين في نسخة 2025، بالإضافة إلى 250 مليون دولار كصندوق تضامن لدعم الأندية غير المشاركة، وفق الهيكل المعلن، تحصل الأندية على ما يلي:
9.55 مليون دولار مكافأة مشاركة مضمونة (للأندية الآسيوية والإفريقية واللاتينية).
2 مليون دولار عن كل فوز في دور المجموعات.
7.5 مليون دولار مقابل التأهل إلى دور الـ16.
13.125 مليون دولار للصعود إلى ربع النهائي.
21 مليون دولار للمتأهل إلى نصف النهائي.
30 مليون دولار لوصيف البطولة.
40 مليون دولار للبطل.
وبالتالي، يمكن أن يحصل فريق عربي يصل إلى نصف النهائي محققًا 3 انتصارات على نحو 45 مليون دولار.
الإنفاق العربي: طموحات كبيرة وأرقام متفاوتة
الهلال السعودي:
يُعد من أكثر الأندية العربية إنفاقًا، ووفق تقارير صحفية ومالية نُشرت على “Reuters” و”Trends MENA”، فإن ميزانية الهلال لموسم 2024-2025 قاربت 130 مليون دولار، تشمل صفقات مثل نيمار ومالكوم وكوليبالي وروبن نيفيز، فضلًا عن رواتب ضخمة، لكن في مونديال الأندية، لم يتجاوز الهلال دور المجموعات، ما يعني أن أرباحه من البطولة لم تتخطّ 11–12 مليون دولار، أي أقل من 10% من نفقاته الكلية.
الأهلي:
بحسب تصريحات إعلامية من مسؤولي النادي، فإن ميزانية الفريق الأول في الموسم الواحد تتراوح بين 20–25 مليون دولار، ومن مشاركته في مونديال الأندية، وتحديدًا في حالته الجيدة بوصوله إلى دور الـ16 أو أبعد، يحصل الأهلي على أرباح قد تصل إلى 18–22 مليون دولار، أي أن المشاركة تُغطي نحو 80–100% من مصروفاته السنوية، ما يُعد صفقة رابحة.
الوداد المغربي والترجي التونسي:
تتراوح ميزانية كل نادٍ منهما بين 6–8 ملايين دولار سنويًا، وهو ما يعني أن مجرد المشاركة وتحقيق فوز واحد في دور المجموعات (بأرباح تصل إلى 11 مليون دولار) تمثل دعمًا ماليًا ضخمًا قد يغطي أكثر من موسم كامل.
العين الإماراتي
شارك نادي العين الإماراتي في كأس العالم للأندية 2025 كبطل لدوري أبطال آسيا، وتمكن من تمثيل الكرة الإماراتية والعربية بصورة مشرّفة، بعد مشوار قوي في البطولة، وتأتي أرباحه على النحو التالي:
9.55 مليون دولار مكافأة مشاركة أساسية.
2 مليون دولار لكل فوز في دور المجموعات.
7.5 مليون دولار نظير التأهل لدور الـ16.
باحتساب فوزين وتعادل في المجموعات، تكون أرباح العين قد قاربت 19 مليون دولار.
مقارنة مع الإنفاق:
تشير تقديرات رسمية وغير مباشرة إلى أن ميزانية نادي العين السنوية تتراوح بين 22 إلى 30 مليون دولار، بحسب تقارير صحفية محلية وإفصاحات من مجلس أبو ظبي الرياضي، ورغم أن ميزانية العين أقل من الهلال وأكثر من الأهلي والوداد، إلا أن مشاركته في مونديال الأندية شكّلت رافدًا ماليًا كبيرًا له، غطّى قرابة 60–70% من نفقاته السنوية، خاصة إذا أضفنا عوائد البث، والتسويق، والرعاية المرتبطة بالبطولة.
الأندية الإفريقية (مثل الأهلي والوداد والترجي) تعتبر من أكبر المستفيدين اقتصاديًا من هذه البطولة، المشاركة وحدها تضمن أرباحًا تتجاوز ميزانياتها السنوية، ما يسمح بتسديد الديون، تعزيز الصفقات، وتحسين المنشآت، بينما الأندية الخليجية الكبرى مثل الهلال والعين لا تمثل لها الأرباح أولوية، إذ تنظر للبطولة كوسيلة للانتشار العالمي والعائد التسويقي أكثر من الربح المالي المباشر، ومن جهة أخرى، يسهم صندوق التضامن (250 مليون دولار) المقدم من الفيفا في دعم الأندية غير المشاركة، ما يعكس محاولة لتحقيق عدالة مالية أكبر على مستوى القارات.