يختتم دير السيدة العذراء مريم المحرق في محافظة أسيوط، الذي يُعتبر من أقدم المزارات المسيحية في مصر والعالم، احتفالاته السنوية بعيد “العذراء حلت الحديد” يوم السبت 28 يونيو 2025، وسط حضور شعبي واسع وأجواء روحانية مهيبة.

اقرأ كمان: الحكومة تستبدل ضريبة الأرباح الرأسمالية بضريبة الدمغة لتعاملات البورصة
ويترأس نيافة الأنبا بيجول، أسقف ورئيس الدير، ختام الاحتفالات بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأساقفة والكهنة الذين يحرصون سنويًا على التواجد في هذا العيد الفريد الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب الأقباط.
احتفالات تمتد لعشرة أيام متواصلة
تُقام الاحتفالات داخل الدير على مدار عشرة أيام متتالية، حيث تستقبل الكنيسة آلاف الزوار والحجاج من مختلف محافظات مصر وبعض الجاليات القبطية القادمة من الخارج، ليشاركوا في الصلوات اليومية والطقوس الليتورجية التي تُقام في قلب الدير الأثري الواقع عند سفح جبل قسقام، وهو المكان الذي لجأت إليه العائلة المقدسة أثناء زيارتها التاريخية لمصر.
برنامج روحي حافل بالصلوات والقداسات
تبدأ فعاليات كل يوم في البرنامج الروحي برفع بخور عشية، يعقبه موكب مهيب يحمل أيقونة العذراء مريم، حيث تُزف في ساحة الدير الخارجية وسط ترانيم وصلوات يرددها الحاضرون من الكهنة والشعب.
ويلي الزفة كلمة روحية يقدمها أحد الأساقفة أو الآباء الكهنة، تتناول سيرة العذراء مريم وأبعاد عيد “حلت الحديد” في اللاهوت والتاريخ، ويُختتم اليوم دائمًا بصلاة جماعية من أجل سلام مصر واستقرارها، والدعاء لكل من له تعب في الكنيسة والوطن.
“حلت الحديد”.. عيد يرتبط بالشفاعة والمعجزات
يُعد عيد “العذراء حلت الحديد” من الأعياد الشعبية الشهيرة في تقويم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ يُحيي ذكرى تدخل العذراء مريم بشفاعتها لإنقاذ أحد السجناء من القيود الحديدية، وهي القصة التي ترمز إلى الحرية والخلاص والرحمة الإلهية.
ويحرص الأقباط سنويًا على زيارة دير المحرق في هذا التوقيت طلبًا للبركة، وتقديم النذور، وطلب الشفاعة، لما للدير من مكانة تاريخية وروحية، حيث يُعتبر أحد الأماكن التي أقامت بها العائلة المقدسة لمدة تزيد عن ستة أشهر.
اقرأ كمان: نجاح فريق طبي بجامعة أسيوط في إنقاذ شاب تعرض لطعنة نافذة في شرايين الرقبة
الختام بالدعاء لمصر والكنيسة
في ختام الاحتفالات، يُرفع الشكر لله على نعمة العيد، وتُردد الترانيم القبطية القديمة وسط فرحة شعبية عامرة، ليختتم دير المحرق احتفالاته وقد جدد العهد بالصلاة والمحبة والإيمان.