القطب الثالث لكرة القدم المصرية، دراويش مصر وأفضل من رقص على ألحان السمسمية، من كان يتخيل أن نادي الإسماعيلي، بطل إفريقيا عام 1969 وأحد رموز الكرة المصرية عبر تاريخها، يصل إلى هذه الحالة من التراجع والانكسار، فريق طالما أمتع الجماهير بلعبه الجميل، ولقب ب “برازيل مصر”، أصبح في السنوات الأخيرة يصارع الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى “دوري المحترفين”، في مشهد موجع لكل من أحب الكرة الجميلة وتاريخ القلعة الصفراء العريق.

من نفس التصنيف: الإسماعيلي يبدأ معسكره المغلق اليوم استعداداً لمواجهة سيراميكا كليوباترا
أزمات متتالية ومعالم انهيار ظهرت تدريجيًا
خلال السنوات الأخيرة، مر النادي بأزمات متتالية، لم تكن مجرد كبوات عابرة، بل تحولت إلى مسار دائم من التخبط الفني والإداري، فعقب سنوات من التواجد في المربع الذهبي والمنافسة القوية محليًا وقاريًا، بدأت معالم الانهيار تظهر تدريجيًا، نتيجة غياب الاستقرار وسوء التخطيط.
أزمة الإدارة.. وشرارة السقوط.
تعدد المجالس الإدارية وتغير السياسات بدون رؤية واضحة كان أول مسمار في نعش الدراويش، فبدلاً من البناء على مواسم ناجحة أو على الأقل الحفاظ على المستوى، دخل الإسماعيلي في دوامة من التجارب العشوائية، سواء في التعاقدات أو تغيير المدربين، أكثر من 20 مديرًا فنيًا تعاقبوا على تدريب برازيل مصر خلال عشر سنوات، وهو رقم يعكس حالة الفوضى التي تحيط بالنادي.
سوق انتقالات ضعيف.. واستهلاك للمواهب.
برازيل أفريقيا، والذي تميز دائمًا بصناعة النجوم وبيعهم بمبالغ كبيرة، أمثال: “حسني عبد ربه، محمد بركات، عماد النحاس، خالد بيبو، وسيد معوض، والقائمة تطول، لم يعد قادرًا حتى على اكتشاف المواهب، بل إن المواهب التي تظهر يتم استنزافها سريعًا إما بالرحيل المبكر أو بالإهمال داخل الفريق، وباتت التعاقدات تعتمد على لاعبين في نهاية مسيرتهم، دون تقييم حقيقي لحاجة الفريق الفنية
جماهير غاضبة.. وملعب حزين.
بدأت جماهير القلعة الصفراء، الوفية دومًا، تفقد الثقة تدريجيًا، فالحضور الجماهيري تراجع، والمساندة التي كانت تضرب بها الأمثال تحولت إلى احتجاجات في المدرجات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، “الإسماعيلي على فين، معقول اللي بيحصل فينا، احنا مش فريق صغير”، شعارات رددتها جماهير الفريق الساحلي كثيرًا، لكنها لم تجدي صدى في آذان المسؤولين عن الدراويش.
خسائر متكررة وأداء باهت.. النتائج لا تكذب.
من نفس التصنيف: الأهلي يرفض إدخال كريم الدبيس في صفقات تبادلية
نتائج الدراويش خلال آخر 3 مواسم هي بحق كارثية، بل وتؤكد أن الإسماعيلي يعيش أسوأ فتراته، الفريق بالكاد ينجو من الهبوط، وفي الموسم المنقضي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط الرسمي، لولا إلغاء الهبوط، خسائر متكررة، أداء باهت، وغياب تام للروح القتالية.
هل هناك أمل.. أم سنرى تجربة الترسانة والأوليمبي مجددًا.
يبقى السؤال، هل انتهى الإسماعيلي، هل سيهبط هو الآخر وينتهي به الحال كنادٍ عريق ذو تاريخ في الماضي، هل سنرى نسخة جديدة من الأوليمبي والترسانة، بالطبع لا، فتاريخ هذا النادي ومكانته لا يمكن محوه بسهولة، لكنه بحاجة إلى ثورة شاملة تبدأ من الداخل، مجلس إدارة محترف، جهاز فني مستقر، مشروع طويل المدى، وإعادة بناء الأكاديمية “قطاع الناشئين” لاكتشاف المواهب مجددًا
أخيرًا، العودة ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى من يؤمن بأن الإسماعيلي ليس مجرد نادٍ، بل مدرسة كروية وكيان عريق يستحق الاحترام والإنقاذ، فهل سنرى الدراويش بنكهته القديمة خلال الموسم الجديد؟