الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الموافق الثامن عشر من شهر بشنس بذكرى القديس جرجس المزاحم، أحد أبرز القديسين في تاريخ الكنيسة، ويُعتبر رمزًا للإيمان والثبات في مواجهة التحديات الروحية والجسدية، وُلِد القديس جرجس في أسرة مسيحية تقية، حيث كان يرعى غنم والده في صغره، لكن منذ نعومة أظافره كان يحمل في قلبه شغفًا عميقًا للحياة الروحية والرهبنة.

الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي
الكنيسة تحتفل بذكرى القديس جرجس المزاحم كرمز للجهاد الروحي

وفي سن الرابعة عشرة، قرر القديس جرجس ترك حياة الرعي والتوجه إلى صحراء القديس مكاريوس، حيث بدأ حياته الرهبانية وسط التجارب الروحية الصعبة، وخلال رحلته، واجه العديد من المحن، منها ظهور الشيطان له في صورة رجل عجوز يحاول إغوائه، لكنه صمد بإيمانه القوي وصلواته المستمرة، وهذا الثبات جعله مثالًا حيًا على قوة الإيمان والتوكل على الله في مواجهة الشر.

شهيد الطهارة والإيمان

ما يُميز القديس جرجس المزاحم أنه جمع بين حياة الرهبنة والشهادة، فقد تم القبض عليه في وقت لاحق بسبب تمسكه بإيمانه المسيحي ورفضه إنكار المسيح، ورغم التعذيب والتهديدات، حين عُرض عليه المال والمناصب، لم يتراجع، بل تمسك بإنجيله حتى النفس الأخير، وقدم حياته قربانًا حيًا على مذبح الإيمان، لذلك تعتبره الكنيسة من الشهداء الأبطال الذين سطروا أسماءهم في سجل المجد الروحي.

طقوس كنسية وروحية متميزة

تُقام في هذه الذكرى القداسات الإلهية والصلوات الخاصة التي تجمع أبناء الكنيسة لتجديد العهد مع الله والاقتداء بحياة القديس جرجس، كما تُلقى كلمات روحية تبرز أهمية القديس جرجس في تاريخ الكنيسة ودوره كشفيع وحامي للمؤمنين، ويُزين المذبح بصورته، ويُرفع بخور الشكر لله الذي أعطى كنيسته قديسين مثل جرجس المزاحم.

قدوة في زمن التحديات

تُعد هذه الذكرى فرصة للمؤمنين للتأمل في حياة القديس جرجس والاستفادة من دروس إيمانه وصبره، خاصة في زمن تكثر فيه التحديات الروحية والاجتماعية، كما تعزز هذه الاحتفالات الروح الجماعية والمحبة بين أبناء الكنيسة، وتُذكر الجميع بأهمية التمسك بالقيم المسيحية الأصيلة، والرجوع الدائم إلى الله كمصدر للقوة والسلام.

تراث حيّ في وجدان الكنيسة

في الختام، تبقى ذكرى القديس جرجس المزاحم من أهم المناسبات الروحية التي تعكس عمق التراث القبطي الأرثوذكسي، وتدعو الجميع إلى الاقتداء بحياة القديسين في الإيمان والعمل الصالح، إنه نموذج حيّ لشباب مصر الذين قدّموا أعظم شهادة في التاريخ: المحبة حتى الاستشهاد