باحث سياسي يؤكد أن التفاوض لم يحمي إيران وأن المرحلة المقبلة ستشهد صلابة غير مسبوقة

أفاد الباحث السياسي سامح عسكر بأن الحرب الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة أنتجت انهيار القيمة الرمزية للتفاوض، حيث اتضح أن طهران لم تكن مستثناة من الهجوم رغم انخراطها في مفاوضات دولية نشطة.

باحث سياسي يؤكد أن التفاوض لم يحمي إيران وأن المرحلة المقبلة ستشهد صلابة غير مسبوقة
باحث سياسي يؤكد أن التفاوض لم يحمي إيران وأن المرحلة المقبلة ستشهد صلابة غير مسبوقة

أبرز ما أنتجته الحرب الأخيرة.

هو عدم وجود قيمة حقيقية للتفاوض، بل برزت القيمة الفعلية للسلاح والحرب.

دبلوماسياً، يُعتبر التفاوض وسيلة لصنع السلام والتواصل الإنساني والفكري، مما يجعله قيمة بشرية أساسية للاعتراف بالآخر، ولكن الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على إيران خلال فترة التفاوض يعني أن التفاوض لم يُحمِ الإيرانيين، وبالتالي لم يعد لهم حاجة له في المستقبل.

— سامح عسكر (@sameh_asker).

وذكر عسكر في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “أبرز ما أنتجته الحرب الأخيرة أنه لا قيمة للتفاوض، والقيمة الحقيقية للسلاح والحرب، دبلوماسياً، التفاوض هو وسيلة لصنع السلام أو التواصل الإنساني والفكري، مما يجعله قيمة بشرية لا غنى عنها للاعتراف بالآخر، لكن ما حدث من هجوم إسرائيلي أمريكي على إيران في عز تفاوضهم يعني أن التفاوض عملياً لم يُحمِ الإيرانيين، لذا لم يعد الإيرانيون بحاجة إليه مستقبلاً”

صلابة إيرانية

وأضاف: “سيشهد العالم صلابة إيرانية وتعنتاً أكبر من السابق، وتصعيداً نووياً متدرجاً بدأ اليوم بتصديق مجلس صيانة الدستور على قرار البرلمان بمنع التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، ومعه قرارات مرتقبة بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي”

 

وتابع عسكر: “ليس لإسرائيل والولايات المتحدة علاج لما حدث، فقد استقدموا التصعيد الإيراني بادعائهم تدمير المشروع الإيراني، وبالتالي أي حركة منهم أو تصعيد عسكري بأي نوع هو تكذيب للادعاء السابق يستوجب المحاكمة الداخلية بتهمة التضليل والخداع، وهو ما يخشاه ترامب ونتنياهو الفترة المقبلة، حيث قد تصبح هذه الحرب وما تلاها من دعاوى تضليل وخداع فرصة لإسقاطهم ومحاكمتهم قضائياً، وتوجد مؤشرات على قرب حدوث ذلك، حيث ينتفض الأمريكيون حالياً باتهامات ضد ترامب بالتضليل والخداع، بينما الإعلام الموالي له لا يصمد أمام الحقائق التي تتكشف يومياً بأن المشروع النووي الإيراني كما هو لم يُمس، وأن إيران ستعود لممارسة أنشطتها النووية مرة أخرى ولكن هذه المرة بعيداً عن الرقابة، ولها كامل الحجة في ذلك بدعوى أن منع الرقابة والتفتيش من الوكالة هو نتيجة للعدوان الأجنبي عليها بمساعدة الوكالة وفي عز حملات التفتيش التي أصبحت متهمة بالتجسس ضد الأمن القومي الإيراني”

وأكمل الباحث السياسي سامح عسكر: “إيران من جانبها مستفيدة من الوضع الحالي، حيث أنها جمعت في الماضي بين التفاوض والقوة العسكرية، فلو لم تتفاوض لكان لأمريكا حجة بأن الهجوم هو لغياب التفاوض، بينما الإيرانيون وظفوا ضرباتهم العسكرية في الضغط على شروط العدو، وهو ما حققوه بالفعل بطلب إسرائيل وقف الحرب وتوسلها لذلك بعد اليوم العاشر”

وواصل: “الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً كلامياً وتهديدات، لكن عملياً أصبحت إسرائيل أضعف من القيام بهجوم ضد إيران مرة أخرى، خصوصاً بعد إثبات ضعف دفاعاتها الجوية، وأي حسابات هجومية أخرى ستراعي ثلاثة عوامل: الأول: غياب القدرة الدفاعية التي وفقاً لبعض الإحصائيات كانت نسبة التصديات الإسرائيلية للصواريخ الإيرانية أقل من 50%، الثاني: إضعاف شبكات التجسس الإسرائيلية والغربية داخل إيران، بعد الضربات الأمنية والشعبية الواسعة التي لا تزال نشطة حتى هذه اللحظة، بينما إسرائيل كانت تعتمد في جزء كبير من هجومها على حركة ومعلومات تلك الشبكات، الثالث: طول أمد الحرب وخوف الإسرائيليين من دخول معركة استنزاف طويلة مع إيران، في وقت تفتقد فيه إسرائيل مقومات صمود كافية لسنوات من الحرب مع عدو قوي، وتأثير ذلك على أمن ونسيج المجتمع الاستيطاني في الداخل، وحدوث موجات هجرة عكسية تقضي على حلم دولة إسرائيل الكبرى المنتظرة”