ارتفاع أسعار النفط وانخفاض مخزونات الخام الأمريكية وما وراء ذلك

استمرت أسعار النفط في الارتفاع لليوم الثاني على التوالي، حيث جاء ذلك مدفوعًا بانخفاض كبير في مخزونات الخام الأميركية، بالإضافة إلى استمرار الترقب حول تطورات الأوضاع بين إيران وإسرائيل، في وقت تزداد فيه مؤشرات تحسن الطلب العالمي.

ارتفاع أسعار النفط وانخفاض مخزونات الخام الأمريكية وما وراء ذلك
ارتفاع أسعار النفط وانخفاض مخزونات الخام الأمريكية وما وراء ذلك

ارتفاع أسعار النفط وانخفاض المخزونات

سجل سعر خام برنت تسليم أغسطس ارتفاعًا بنسبة 0.30% ليصل إلى 67.88 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 0.39% ليصل إلى 65.17 دولارًا، وذلك بحلول صباح اليوم الخميس بتوقيت جرينتش.

انخفاض المخزونات يعكس قوة الطلب

شهدت الولايات المتحدة تراجعًا في مخزونات النفط الخام بمقدار 5.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، ليصل الإجمالي إلى 415.1 مليون برميل، وهو ما اعتبره محللون إشارة قوية على استمرار الطلب، خاصة مع دخول موسم القيادة الصيفي.

كما انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 2.1 مليون برميل، بينما تراجعت مخزونات المقطرات، التي تشمل وقود الديزل والتدفئة، بمقدار 4.1 مليون برميل لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ شهور.

المستثمرون يراقبون وقف إطلاق النار

رغم بوادر التهدئة بين إيران وإسرائيل، لا يزال السوق متوجسًا من استدامة وقف إطلاق النار وتأثيره على استقرار الإمدادات من الشرق الأوسط، حيث تظل المنطقة مسؤولة عن أكثر من ثلث إنتاج النفط العالمي.

وحسب محللين في بنك “إيه إن زد”، فإن تراجع حدة التوتر لا يعني نهاية المخاطر، خاصة أن الملف النووي الإيراني ما زال معلقًا على طاولة التفاوض، وقد صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن واشنطن ستناقش مع طهران مستقبل برنامجها النووي الأسبوع المقبل، مع احتمال تخفيف بعض العقوبات المرتبطة بالنفط في حال تحقق تقدم ملموس.

أداء السوق يُراهن على العوامل الأساسية

يرى مراقبون أن السوق عاد للتركيز على العوامل التقليدية كالعرض والطلب بعد أسابيع من الاضطرابات الجيوسياسية، حيث علق يوكي تاكاشيما، الخبير في نومورا للأوراق المالية، بأن “انخفاض المخزونات يعكس تحسنًا فعليًا في الطلب، لكنه لا يلغي التوتر الموجود حاليًا في المشهد العالمي”.

يُذكر أن أسعار النفط كانت قد تراجعت لأيام متتالية خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بإشارات متضاربة حول مستقبل إنتاج تحالف “أوبك+”، قبل أن تعاود الصعود على وقع بيانات أميركية إيجابية.

الاكتشافات الجديدة تضيف ثقة للأسواق.

وفي تطور متصل، ساهمت دولة عربية خليجية بشكل كبير في رفع حجم الاكتشافات العالمية من النفط والغاز خلال النصف الأول من عام 2025، مما منح السوق ثقة إضافية بأن الإمدادات المستقبلية ستكون آمنة رغم الصراعات.